الرد على مزاعم خطورة هَدْم بيت النبي ﷺ بسبب التوسعات للحرم
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 03:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخي الحبيب سامحني على الازعاج و لكن الأمر تطور و قلت ليس لدي بعد الله غيرك لدحض هاته فتنة خطورة هَدم بيت الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة
شيخي الفاضل قمت بايراد ردودك الشافية و الكافية على أولئك المروجين لهاته الفتنة و أنا أعرف أنه اذا ألقمت كل سفيه حجرا لم يبق حجر للبناء و لكن في بعض الأحوال التصفية قبل التحلية
المهم شيخي الحبيب استدل هؤلاء الأشخاص بعالم آثار سعودي هو سامي عنقاوي و هو الذي اقتبست الانبدنت كلامه في مقالها
و يدعي هذا العالم أن مكة في خطر و له مقطع فيديو في اليوتيب على حسب قوله و لديه من الخرائط و الأدلة ما يثبت تدمير بيت الرسول صلى الله عليه و سلم
و أريد منك يا شيخي الحبيب-معذرة على الازعاج-أن تلجم أفواه هؤلاء المشككين و هل هذا العنقاوي من العلماء العدول في مجاله؟
و هل كلامه صحيح مع اقتناعي الكبير و الجازم بردك المفحم و الكافي؟ و سأضع لديك شيخي بعض الروابط لعلها تفيدك في بحثك
شيخي جزاك الله خيرا و والله أنا معجب بشخصك الكريم و ايجابيتك المبهرة ففي كل منتدى أدخل اليه عندما تجد دحضا لبدعة أو تفنيدا لشبهة أو تضعيفا لحديث أجد تحت المقال
المجيب عبد الرحمان السحيم
بارك الله فيك و منتظر ردك بفارع الصبر و جزاك الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقول لهم : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
وهاتوا إثباتا واحدا على أن ذلك هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم .. أو أن تلك البقعة مكان ولادته عليه الصلاة والسلام ..
وكّـنّا نسمع عن دعاوى عريضة للصوفية في السَّادة - حسب زعمهم - ، وان الذي يُخالِف السيِّد ( يُشوّر به ) ! وتَحُلّ به المصائب ! ويُصيبه مِن شؤم مُخالَفة السيِّد أو الوَلِيّ !!
ثم ما لبثت الصوفية المعاصرة أن ادَّعَتْ ذلك بِما يُزعم أنه بيت النبي صلى الله عليه وسلم .. أو أنه مكان ولادته !
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق له بيت في مكة بعد الهجرة !
وهذا ثابت في الصحيحين مِن قوله عليه الصلاة والسلام : وهل ترك لنا عقيل مِن رباع أو دُور ؟ وكان ذلك في آخر حياته صلى الله عليه وسلم ، وذلك في حجة الوداع ، كما هو مُصرّح به في الصحيحين .
ومعلوم أن الصحابة الكرام أشدّ الناس محبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك نَهَوا عن تتبّع آثاره صلى الله عليه وسلم .. إلاّ ما كان مَحَلّ تعبّد ..
وهذا كنت وضعت لك روابط لموضوعات سابقة في إثبات ذلك ..
ومعلوم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأمته البيان الشافي ، وحذّرها مِن كل فِتنة
قال أبو ذر رضي الله عنه : لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما . رواه الإمام أحمد .
وفي حديث عمر رضي الله عنه : قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ . رواه البخاري .
وحديث حذيفة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه . رواه مسلم .
وفي رواية له أنه قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة .
وفي حديث عمرو بن أخطب رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا . رواه مسلم .
وفي حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه .
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الكعبة تُهدَم حجرا حجرا - كما في الصحيحين - ولم يُخبِر أن مكة في خطر .. مع عِظَم هذا الْحَدَث ..
بل إن ما جَرَى في غزّة .. وما يجري في بقاع شتّى مِن بلاد المسلمين أعظم خطرا لو كانوا يعقلون !
وقد نظر ابن عباس إلى الكعبة فقال : ما أعظم حرمتك وما أعظم حقك ، والمسلم أعظم حرمة منك ؛ حَرّم الله ماله ، وَحَرّم دمه ، وَحَرّم عِرضَه وأذاه ، وأن يظن به ظن سوء .
ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك .
وقال سعيد بن ميناء : إني لأطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت إذ قال : أي سعيد أعظمتم ما صنع بالبيت ؟ قال : قلت : وما أعظم منه ؟ قال : دم المسلم يُسفك بغير حقِّه .
فـ دَم المسلم أعظم حُرمة .. ومع ذلك لم تُحرِّك الصوفية ساكنا مع إراقة دماء المسلمين ..
وثَارَتْ ثائرة كل صوفي .. حينما هُدِم بيت يُزعَم أنه بيت النبي صلى الله عليه وسلم ..
الرد على مزاعم خطورة هَدْم بيت النبي ﷺ بسبب التوسعات للحرم
العرض العادي
