ورد في في المنتديات هذا الموضوع الذي ارى أن به بعض المغالطات
أشعر أن المقال فيه خلط ...بين العبارت الصائبة والخاطئة ...
فأود من فضيلتكم توضيح رأي الشرع فيه للتحذير منه ..
******************************************
** ربك يحبك **
حين يتأمل العبد شعائر الإسلام العظيمة وتشريعاته الربانية يخرج بالعديد من الدروس والعبر ..
ومن أهم الدروس التي يقف عندها كثيرا ..
يقينه بأن الله تعالى يحبه ويريد به الخير واليسر والهداية ..
يريد بعبده أن يتشبه بالملائكة الذين هم :
( عِبَادٌ مُكْرَمُونَ )(الأنبياء: من الآية26)..
وهم أيضا :
( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم: من الآية6).
إنك حين تتأمل تصل إلى هذه النتيجة ولابد..
فالصلاة التي هي آكد أركان الإسلام العملية قال الله تعالى عنها: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (العنكبوت: من الآية45).
وقال عنها النبي في تطهيرها لصاحبها من آثار الذنوب والمعاصي:
" تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم الصبح غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم الظهر غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم العصر غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون .. فإذا صليتم المغرب غسلتها .. ثم تحترقون تحترقون.. فإذا صليتم العشاء غسلتها .. ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا"
وقال عنها أيضا :
" أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم .. يغتسل فيه كل يوم خمسا .. ما تقول : ذلك يبقي من درنه .. قالوا : لا يبقى من درنه شيئا .. قال : فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بها الخطايا"
وقد بين الله تعالى كمال غناه عن عباده وطاعاتهم وأنه أيضا لا تضره معاصيهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:
" يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما .. فلا تظالموا ..
يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم ..
يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته .. فاستطعموني أطعمكم ..
يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته .. فاستكسوني أكسكم ..
يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ..
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم .. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم .. ما زاد ذلك في ملكي شيئا ..
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم .. وإنسكم وجنكم .. كانوا على أفجر قلب رجل واحد .. ما نقص ذلك من ملكي شيئا ..
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم .. وإنسكم وجنكم .. قاموا في صعيد واحد فسألوني ..
فأعطيت كل إنسان مسألته .. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ..
يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها .. فمن وجد خيرا فليحمد الله .. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "
ومع ذلك فإنه يحب أن يرحم عباده فشرع لهم هذه الشرائع لتقربهم منه سبحانه ولينالوا بها رحمته ومحبته..
وقد ذكر بعض أهل العلم في حكم الطواف بالبيت الحرام أن الله تعالى قد اتخذ بيتا في السماء .. هو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ..
ولأنه يحب عباده المؤمنين ويريد لهم أن يكونوا كالملائكة .. فقد اتخذ بيتا في الأرض وأوجب على الناس حجه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا:
ثم هو سبحانه يباهي بأهل عرفات أهل السماء كما في الحديث:
" إن الله تعالى يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء ، يقول : انظروا إلى عبادي .. أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق .. أشهدكم أني قد غفرت لهم "..
وأهل السماء عباد مطهرون والله تعالى لا يباهي المطهر إلا بمطهر مثله فكأنه تعالى قد وضع عنهم الأوزار وتجاوز لهم عن الخطيئات.
وقد ثبت ذلك من خلال إخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال لبلال رضي الله عنه يوم عرفة :
"يا بلال أنصت ـ أو أسكت ـ الناس ثم قال لهم : إن الله تعالى قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل"..
ولأجل هذا المعنى كان الشيطان في هذا اليوم أصغر وأدحر وأغيظ ما يكون لما يرى من تنزل الرحمات وتجاوز الرب جل وعلا عن الذنوب العظام.
فحري بنا أن نستشعر هذا المعنى أن الله تعالى يحبنا ويحب لنا أن نتشبه بالملائكة فنقبل على طاعته والإكثار من ذكره وإن بدرت منا معصية أو إساءة سارعنا إلى التوبة والندم على ما بدر منا ..
يا أيها الأحبة الله تعالى يحب عبده المؤمن ويحب أن يتقرب عبده منه فلماذا الإعراض والغفلة والصد؟!.
وفقنا الله وإياكم لطاعته ، وأعاننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.