[محب السلف]

السلام عليكم

يا شيخنا الكريم لي جار توفى أخ له وكان المتوفى عليه ديون فحرص جاري وهو يخاف الله كثيرا على سداد ديون أخيه فباع له سيارة وسدد بعض مما عليه .

ومن هنا بدأت المشاكل بينة و بين أرملة أخيه التي كانت تفضل المظاهر على تسديد ما على زوجها . المهم أحس جاري وزوجته بآلام غريبة وحاولا العلاج بكل الطرق أطباء وشيوخ وكان المقرئين أجمعوا على أن جاري و زوجته و أبناءهم قد أصابهم السحر والعياذ بالله والتي قامت بالسحر هي أرملة أخوه وقد ذكر أكثر من 10 شيوخ اسمها واسم أمها .

سؤالي هو: هل مقاطعة الرحم لمن يعمل بالسحر حرام ؟ وهل تعتبر هذه المرأة من الرحم الواجب صلته بالنسبة لأبناء وبنات جاري؟ وكيف يستطيع أن يتأكد أنها عملت سحر أم لا ؟

مع الشكر الجزيل



الجواب/ أما سداد ديون الميت فهي مُقدّمة على الوصية ؛ لأن الدّين حق المخلوق ، ولأن ذِمّـة المدين مُعلّقة بِدَيْـنِه .

ولذا لما أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ليُصلّي عليها فقال : هل ترك شيئا ؟ قالوا : لا . قال : فهل عليه دين ؟ قالوا : ثلاثة دنانير . قال : صلُّوا على صاحبكم . قال أبو قتادة : صل عليه يا رسول الله ، وعليّ دينه ، فصلّى عليه . رواه البخاري .

وفي رواية : فقال صلى الله عليه وسلم : هما عليك وفي مالك والميت منهما برئ ؟ قال : نعم ، فصلى عليه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أبا قتادة يقول : ما صنعت الديناران ؟ حتى كان آخر ذلك أن قال : قد قضيتهما يا رسول الله . قال : الآن حين برّدت عليه جلده . رواه الحاكم وغيره .

وهذا محلّ اتفاق بين أهل العلم وهو أن قضاء دين الميت مُقدّم على ما أوصى به . ومُقدّم على الميراث . فالواجب أن زوجته تفرح أنْ الله يسّر من يقضي عن زوجها دَينه .

ولا يجوز الذهاب إلى السحرة والعرافين الذين يُخبرون الناس بمن سحرهم . قال صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه مسلم . وهذا في مجرد السؤال .

وأما تصديق هؤلاء فهو خطير وعظيم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

وتجب مُقاطعة من عُـلِـمَ عنه السحر أو الرضا به كأن يكون يذهب للسحرة أو الكهان أو غيرهم من سائر الدجّالين . والساحر كافر بالله العظيم ، ومن رضي بالسحر فهو مثل الساحر ، ولذا عدّه العلماء من نواقض الإسلام .

ولا يستطيع التأكد ممن سحره إلا باعترافه ، ولذا كان لحفصة رضي الله عنها جارية فسألتها : أنتِ سحرتيني ؟ فاعترفت ، فأمرَتْ بها فقُتِلتْ . وعليه أن يسأل الله أن يُبيّن له من سحره ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه دعا ودعا حتى أراه الله السحر ومكانه .

وأعرف بعض من سُحِر فلجأ إلى الله ودعا ودعا وألحّ في الدعاء حتى أراه الله مكان السحر في رؤيا رآها في منامه . وإذا عُلِم عن الزوجة المذكورة أنها تأتي السحرة فتُناصح ويُبيّن لها أن هذا كفرٌ بالله فإذا لم ينفع النصح فإنها تُقاطع ، ولا يُعدّ هذا من قطيعة الرحم .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد