|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
حديث : لا آكل متكئا : هل النهي للكراهة ، وهل يُنكر على من يأكل متكئا ؟
بتاريخ : 23-02-2021 الساعة : 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم :
- في حديث أبي جُحَيْفَةَ وهبِ بنِ عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « لا آكُلُ مُتَّكِئاً » رواه البخاري.
السؤال / هل الأكل متكئاً مكروه أم منهي عنه ؟وهل يستنكر على من يأكل متكئاً ؟ وهل يلحق به الشرب في هذا الحديث , أي الشرب متكئاً مثل : شرب الماء والقهوة والشاي ؟ نريد بيان ذلك وجزاكم الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
الأكل مُتّكِئا مَكروه ، وإذا وُجِدت الحاجة زالت الكراهية .
ولا يُلحَق به الشُّرب ، لأنه ليس في معنى الأكل .
والاتِّكاء في الأكل يكون على صُوَر ، منها :
1 - الاتِّكاء على راحة اليد ، وأشد ما يَكون أن تكون اليد خَلْف الظهر ، وهذا هو اتِّكاء اليهود .
روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث الشريد بن سويد قال : مَـرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟
2 - الاتّكاء على ما أُعِدّ للاتِّكاء .
3 - التربّع ، وهو أن يَقعد مُتربِّعاً .
قال ابن القيم : والاتكاء على ثلاثة أنواع :
أحدها الاتكاء على الْجَنْب .
والثاني : التربّع .
والثالث : الاتكاء على إحدى يديه ، وأكْلِه بالأخرى ؛ والثلاث مذمومة . اهـ .
وقال ابن حجر : واختلف في صِفة الاتِّكاء :
فقيل : أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان .
وقيل : أن يَمِيل على أحَد شِقّيه .
وقيل : أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض .
قال الخطابي : تحسب العامة أن المتكئ هو الأكل على أحد شِقّيه ، وليس كذلك ، بل هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته . قال : ومعنى الحديث : إني لا أقْعُد مُتَّكِئا على الوِطَاء عند الأكل فِعْل من يَسْتَكْثِر من الطعام ، فإني لا آكل إلا البُلْغَة من الزاد ، فلذلك أقْعُد مُسْتَوفِزًا .
وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم أكل تمرا وهو مُقْعٍ . وفي رواية : وهو مُحْتَفِز . والمراد الجلوس على وَرْكَيه غير متمكن . اهـ .
فمن أكل مُتَّكِئا على سبيل التكبّر أُنْكِر عليه ، ومن اتّكأ لِحاجة فلا يُنكَر عليه .
ويَظنّ بعض الناس أن كل اتِّكاء مذموم ومَنْهيّ عنه ، وليس كذلك ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتّكئ .
وفي الحديث : وكان مُتَّكِئا فَجَلس . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى .
قال الخطابي : وفيه جواز الاتكاء في المسجد ، والاضطجاع ، وأنواع الاستراحة . اهـ .
وهنا :
كيف يجلس رسول الله عند الأكل والشُرب ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C3%E4%E6%C7%DA
والله تعالى أعلم .
وللفائدة : المكروه : هو ما نَهى عنه الشّارع نهيا غير جازم .
المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|