العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
Lightbulb صحة قول (أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار )
قديم بتاريخ : 21-03-2010 الساعة : 11:25 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ عبد الرحمن لقد قرأت للشيخ القرضاوي فتوى مفادها أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار . والحكمة والرحمة تأبيان أن يتصل عذاب الله سرمدا .
في مقابلة طويلة معه في مجلة النخبة السعودية ((مجلة إسلامية )) .
فما رأيك يا شيخ بهذه الفتوى !
وجزاكم الله ألف خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم . إن الله لم يَخْلُق الْخَلَق لِـيُعَذِّبَهم ، ولكن الإنْسان هو الذي أضَرَّ بِنَفْسِه ، وعَرَّضَها للعَذَاب .

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا رأى شَيْخًا يُهَادَى بين رجلين فقال : ما هذا ؟ قالوا : نَذَر أن يمشي إلى بَيت الله . قال : إن الله غَنِيّ عن تَعْذِيب هذا نَفْسَه . رواه البخاري ومسلم .

والله سبحانه وتعالى حَكَم عَدل .

والله تبارك وتعالى يُحِب العُذر ، ولذا بَعث الرُّسل .

قال سبحانه : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )

وقال صلى الله عليه وسلم : لا شَخْص أحَبّ إليه العُذْر مِن الله ، مِن أجْل ذلك بَعَث الله الْمُرْسَلِين مُبَشِّرِين ومُنْذِرِين ، ولا شَخْص أحَبّ إليه الْمِدْحَة مِن الله ، من أجل ذلك وَعَد الله الجنة . رواه البخاري ومسلم .

فإذا كان الله أعْذر إليهم بأن أرسل إليهم الرسل ، وأنزل عليهم الكتب ، وحلّت بهم - أو قريبا من دارهم - القوارع والنذر ، فما استكانوا لربهم وما استجابوا ، فليس لهم سوى النار .

ولذا فإن الكفار إذا طلبوا يوم القيامة تخفيف العذاب يوماً واحدا تردّ عليهم الملائكة بقولهم : ( قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلال )

وإنما أُتي مَن قال مِثل هذا الكلام مِن نَظرة إلى جانِب دون الآخر .

لأنه نظر في جَانب الرحمة دون جانب العَدل .

وحِكْمَة أحكم الحاكمين وعَدله سبحانه وتعالى لا يتعارضان مع الرَّحمة ، وإلاَّ لَمَا شُرِعَت الْحُدود ولا شُرِع القصاص والتعزير ونحوه .

ولذا فإن الحكمة تُقدّم على الرحمة في قضايا الحدود .

فالرحمة الإبقاء على القاتل بعدم قتله ، وعلى السارق بعدم قطعه ، ولكن الْحِكْمَة مِن قتل هذا وقطع هذا أعظم لِمَا في ذلك مِن حِفْظ مَصالح العباد ، من أموال وأعراض ودماء وعقول وأنفس وأديان ، وهذه هي الضرورات الخمس أو الكليّات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها .

والحكمة هي وضع الشيء في موضعه .

فهل تقتضي حكمة أحكم الحاكمين أن يجعل الكفار المجرمين كالمؤمنين الأخيار ؟

ولذا فإن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما للمتقين قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ؟

أي لا يُمكن أن يستويان عند الله .

وعدله سبحانه وتعالى يقتضي أن ينال الظالم جزاءه ، وأن ينال المحسن جزاءه .

وأن يُخلّد المؤمن في الجنة ، ويُخلّد الكافر في النار .

وهذا الذي تدل عليه نصوص الوحيين .

قال سبحانه وتعالى عن الكفار : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )
والآيات في هذا كثيرة ، وهي تدلّ على خلود الكفار في النار ، وأنهم لا يُخفف عنهم من عذابها ولا يُخرجون منها .

قال تبارك وتعالى عن الكفار : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُور * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير )

بل حتى تخفيف العذاب ليوم واحد ليس بِحَاصِل لَهم . قال جل جلاله : (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ )
ولا يُقضى عليهم فيموتوا ليرتاحوا من العذاب .

قال سبحانه : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )

ومما يدل على ذلك من السُّـنَّة قوله صلى الله عليه وسلم : يؤتى بِالْمَوْت كَهيئة كَبش أملح ، فيُنادي مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم . هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم يُنادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم . هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيُذبح ، ثم يُقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَة وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ). رواه البخاري ومسلم .

وزاد الترمذي : فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة فيها والبقاء لَمَاتُوا فَرَحًا ، ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها والبقاء لَمَاتُوا تَرَحًا .

والآيات والأحاديث الدالة على خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار كثيرة ، وإنما أرَدْتُ الإشارة إليها .

ثم هذا القول الذي قيل به لم يدل عليه دليل من الكتاب ولا من السُنة كما أنه لا يدل عليه العقل ، بل دلّت الأدلة على خلافه كما رأيت .

وهذا القول الذي قاله هو قول المعتزِلة ، وليس قول أهل السُّـنَّـة .

بل هو قَوْل أهل الإشراك في الجاهلية الأُولى الذين أرَادوا مُسَاواة الْمُحْسِن بالمسيء !

قال تعالى مُنْكِرًا عليهم : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جُمعة عن .. (غرس محبة الله في النفوس) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 28-11-2015 05:32 PM
هل صحيح أن الخطباء يبدؤون بحمد الله لأن آدم حمَد الله يوم نُفخت فيه الروح ؟ نسمات الفجر إرشـاد القـصــص 0 05-09-2012 02:05 AM
هل صحيح أن العاصي إذا مات تحمد الله وترتاح منه الطير والشجر وحتى الارض راجية العفو قسـم البـدع والمـحدثـات 0 26-02-2010 04:43 PM
صحة حديث: يخلق الله من الشبه أربعين محب السلف قسـم السنـة النبويـة 0 18-02-2010 10:30 AM
هل الله يخلق الانسان فى صورة بشعه تكون له نقمه في عيشه بين الناس؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 10-02-2010 10:03 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى