العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
Lightbulb ماهي حدود التعامل مع أهل الكتاب ؟
قديم بتاريخ : 21-03-2010 الساعة : 06:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن اسأل في حدود التعامل مع أهل الكتاب . فالمعلوم لديّ حسب علمي المتواضع أنهم كفار لأنهم لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه و سلم وما أُنْزِل عليه . والكافر منْزلته معلومة عند الله غير أننا نجد في القرآن الكريم أن الله عز و جل يقول : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
فهل هذا من أهمية كتبهم وما فيها من العلم أو لأنهم يؤمنون بالله ؟
و هل يشفع لهم إيمانهم بالله وتكذيبهم بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ؟
جزاكم الله خيرا



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
أهل الكتاب ليسوا بمنْزِلة واحدة ، بل منهم المؤمن ومنهم الكافر ، ولذلك قال الله تبارك وتعالى : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ثم استثنى فقال : (إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) .
ثم بيّن في الآية التي تليها أنّ منهم المؤمن ومنهم الكافر المعانِد ، فقال سبحانه وتعالى : (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ) .
فهذا حُكمٌ على من جَحَد النبوة والكتاب أنه كافِر ، إلا أنّ هذا لا يُخرِجه عن مُسمّى " أهل الكتاب " ولا يَنفي عنه حُكم أهل الكتاب ، أي أنه يُعامَل مُعامَلة أهل الكتاب ، فإن الصحابة رضي الله عنهم عامَلوا من لهم شُبهة كِتاب مُعامَلة أهل الكتاب ، فقد عاملوا المجوس مُعاملة أهل الكتاب فيما يتعلّق بالجزية ، لا فيما يتعلّق بِحِلّ أطعمتهم ولا بِنكاح نسائهم .

وأما مُجادلة أهل الكتاب في قوله تعالى : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
- ابن جرير الطبري - بعد أن ذَكَر الأقوال في الآية : وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : عَنَى بِقَولِه إلا الذين ظلموا منهم إلا الذين امتنعوا من أداء الجزية ونصبوا دونها الحرب .
ثم عَلّل اختيار هذا القول فقال :
لأن الله تعالى ذكره أذِن للمؤمنين بِجِدال ظلمة أهل الكتاب بغير الذي هو أحسن بقوله : (إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ؛ فمعلوم إذ كان قد أذن لهم في جدالهم أنّ الذين لم يُؤذَن لهم في جدالهم إلا بالتي هي أحسن غير الذين أُذِنَ لهم بذلك فيهم ، وأنهم غير المؤمن ، لأن المؤمن منهم غير جائز جداله إلا في غير الحق ، لأنه إذا جاء بغير الحق فقد صار في معنى الظَّلَمَة في الذي خالف فيه الحق . اهـ .

وقال الإمام السمعاني في تفسير الآية :
قوله تعالى : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فيه قولان :
أحدهما : ولا تجادلوا أهل الكتاب الذين قَبِلُوا الجزية إلا بالتي هي أحسن ، وقوله : (إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) المراد بهم على هذا القول أهل الحرب .
والقول الثاني : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ) يعني المؤمنين منهم ، ومعنى النهي عن المجادَلة معهم بعد إيمانهم هو أنهم كانوا يُخْبِرون عن أشياء في كتبهم لم يَعلمها المؤمنون ، فَنَهَى عن مجادلتهم فيها فَلَعَلَّها صحيحة .
وقوله ( إلا الذين ظلموا منهم) : هم الذين لم يُؤمنوا . اهـ .

وقال ابن جُزيّ : أي لا تجادلوا كفار أهل الكتاب إذا اختلفتم معهم في الدِّين إلا بالتي هي أحسن لا بِضرب ولا قِتال ، وكان هذا قبل أن يَفرض الجهاد ثم نُسِخ بالسيف . ومعنى (إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) أي ظلموكم وصرّحوا بإذاية نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم . اهـ .
ويَرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن المجالَدَة بعد المجادَلة ، فقال :
أما المعارِضون الـمُدَّعُون للحق فنوعان :
نوع يُدْعون بالمجادلة بالتي هي أحسن ، فإن استجابوا ، وإلا فالمجالَدَة ؛ فهؤلاء لا بُـدّ لهم من جدال أو جِلاد ، ومن تأمل دعوة القرآن وجدها شاملة لهؤلاء الأقسام ، متناولة لها كلها ، كما قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ، فهؤلاء المدْعُوُّون بالكلام .
وأما أهل الجِلاد فهم الذين أَمَرَ الله قتالهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله . اهـ .

وأما كُتُب أهل الكتاب فإنه دَخَلها النقص والتحريف ، وقد نُهينا عن تصديقهم وعن تكذيبهم .
أما لماذا ؟
فلأن الذي يُصدِّقهم قد يُصدِّق بِباطِل انتحلَوه ، أو يُكذِّب بِحَـقّ اعترفوا به .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآية . رواه البخاري .

ولا يشفع لهم إيمانهم بالله مع تكذيبهم بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ، ذلك أن مَن كَفَر بِنبي واحد كان كَمَن كذّب الأنبياء جميعاً .
قال تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوح الْمُرْسَلِينَ) ، مع أنهم لم يُكذِّبوا إلا رسولهم " نوح " عليه الصلاة والسلام .

ومَن فرّق بين الرُّسُل فآمن ببعض وكَفَر ببعض ، فهو كافر بهذا الاعتبار .
قال تعالى في حق من فرّق بين الرُّسُل في الإيمان : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْض وَنَكْفُرُ بِبَعْض وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) .
وأهل الكتاب يكفرون ببعض ويؤمنون ببعض

قال ابن جرير في تفسير الآية : يعني بذلك جل ثناؤه إن الذين يكفرون بالله ورسله من اليهود والنصارى . اهـ .
ونقل عن قتادة قوله : أولئك أعداء الله اليهود والنصارى ؛ آمنت اليهود بالتوراة وموسى ، وكفروا بالإنجيل وعيسى ، وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى ، وكفروا بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاتَّخَذُوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستا من الله ، وتركوا الإسلام ، وهو دين الله الذي بعث به رسله . اهـ .

وقال القرطبي في تفسير الآية :
فيه ثلاث مسائل :
الأولى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) لما ذَكَر المشركين والمنافقين ذَكَر الكفار من أهل الكتاب ، اليهود والنصارى ، إذ كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبَيَّن أن الكُفْر به كُفْرٌ بالكلّ ، لأنه ما من نبي إلا وقد أَمَرَ قومه بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومعنى (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ) أي بين الإيمان بالله ورسله ، فنص سبحانه على أن التفريق بين الله ورسله كُفْرٌ ، وإنما كان كُفْراً لأن الله سبحانه فَرَض على الناس أن يَعبدوه بما شَرَع لهم على ألسنة الرُّسُل ، فإذا جَحَدوا الرُّسُل رَدُّوا عليهم شرائعهم ولم يقبلوها منهم فكانوا ممتنعين من التزام العبودية التي أمروا بالتزامها ، فكان كَجَحْدِ الصانِع سبحانه ، وجحد الصانع كُفْرٌ لما فيه من ترك التزام الطاعة والعبودية . وكذلك التفريق بين رسله في الإيمان بهم كُفْر ، وهي :
المسألة الثانية : لقوله تعالى (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْض وَنَكْفُرُ بِبَعْض) وهم اليهود آمنوا بموسى وكفروا بعيسى ومحمد ، وقد تقدم هذا من قولهم في البقرة ، ويقولون لعوامِّهم : لم نجد ذِكْرَ محمد في كتبنا . (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) أي يتخذوا بين الإيمان والجحد طريقا ، أي دِينا مُبْتَدعاً بَيْنَ الإسلام واليهودية .
الثالثة : قوله تعالى : (أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا) تأكيد يُزيل التوهّم في إيمانهم حين وَصَفَهم بأنهم يقولون نؤمن ببعض ، وأن ذلك لا ينفعهم إذا كفروا برسوله ، وإذا كفروا برسوله فقد كفروا به عز وجل ، وكفروا بِكُلِّ رسول مُبَشِّر بذلك الرسول ، فلذلك صاروا الكافرين حقـا . اهـ .

وهنا :
حدود التعامل مع الزميلات غير المسلمات
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5807


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي حدود التعامل مع الدكتور في الجامعة ؟ نسمات الفجر تزكية النفس وما يتعلق بها 0 14-05-2017 08:10 AM
حدود التعامل الشرعية التي يُسمح لي بها مع خطيبي محب السلف إرشـاد المـرأة 0 19-03-2010 11:00 AM
حدود التعامل مع المخطوبة نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 1 04-03-2010 10:23 PM
حدود التعامل مع الزميلات غير المسلمات *المتفائله* قسـم الفقه العـام 0 28-02-2010 10:59 AM
كيف تجوز ذبائح أهل الكتاب للمسلمين مع أن أهل الكتاب لم يذكروا اسم الله ؟ راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 24-02-2010 02:50 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى