العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع إرشـاد المـرأة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي هل هناك حدود وآداب تتبعها المرأة المسلمة في سؤال أهل العلم ؟
قديم بتاريخ : 01-10-2016 الساعة : 10:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وبارك بكم وبعلمكم
سؤالي
هل هناك حدود وآداب تتبعها المرأة المسلمة في سؤال أهل العلم عن فتوى معينة ؟
لان بعض نساءنا هداهن الله لا يعرفن حدود وضوابط للسؤال فيسألن في كل شيء هداهن الله وأنار بصيرتهن
أرجو منكم نصيحتهن وكلمة لهن تنفعهن
وجزاكم الله خيرا


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

للرجل والمرأة آداب في سؤال أهل العلم – سبق ذِكر بعضها - وتَزيد المرأة على الرَّجل : بزيادة الحياء ، وعدم الدخول في تفاصيل لا يُحتاج إليها .
ولا يَعني هذا أن يَمنعها الحياء عن السؤال .
قالت عائشة رضي الله عنها : نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين . رواه مسلم .
وبوّب الإمام البخاري : باب الحياء في العلم ، وقال مجاهد : لا يتعلم العِلم مُسْتَحي ولا مُسْتَكبر ، وقالت عائشة : نِعْم النساء نساء الأنصار لم يَمْنَعهن الحياء أن يتفقّهن في الدِّين .

وسبب قول عائشة هذا : أن أسماء رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض ؟ فقال : تأخذ إحداكن ماءها وسِدرتها ، فتطهَّر فتحسِن الطُّهور ، ثم تَصبّ على رأسها ، فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها ، ثم تَصبّ عليها الماء ، ثم تأخذ فِرصة مُمَسّكة فتطهر بها ، فقالت أسماء : وكيف تطهر بها ؟ فقال : سبحان الله ، تطهرين بها ، فقالت عائشة كأنها تُخفي : ذلك تتبعين أثر الدم ، وسألته عن غسل الجنابة ؟ فقال : تأخذ ماء فتطهّر فتحسن الطُّهور ، أو تبلغ الطهور ، ثم تصبّ على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها ، ثم تفيض عليها الماء . رواه مسلم .

وفي رواية في الصحيحين : أن امرأة مِن الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحيض ، كيف تغتسل منه ؟ قال : تأخذين فِرْصَة مُمَسَّكة فتتوضئين بها . قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : توضئي . قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم : توضئين بها . قالت عائشة : فعرفت الذي يُريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَجَذَبْتها إليّ فَعَلّمتها .

وفي رواية : قال : خُذي فِرصة ممسكة فتوضئي ثلاثا ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استحيا ، فأعرض بِوَجْهه ، أو قال : توضئي بها . فأخذتُها فجَذَبتُها ، فأخبرتُها بما يُريد النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية : قالت عائشة : واجْتَذَبتُها إليّ ، وعرفت ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم . فقلتُ : تتبعي بها أثَرَ الدم .

ففي هذا الحديث : حدود سؤال المرأة ، وتعليم الرَّجُل لها ، وأنها لا تسترسل في السؤال ، خاصة ما يُستحيا منه .

قال ابن عبد البر : وفي حديث عائشة هذا ما كان نساء السلف عليه مِن الاهْتِبَال بأمْر الدِّين ، وسؤال مَن يُطْمَع بوجود عِلم ما أشكل عليهن عنده . اهـ .

وقال ابن حجر : وفي هذا الحديث : استحباب الكنايات فيما يتعلّق بالعورات .
وفيه : سؤال المرأة العالِم عن أحوالها التي يُحْتَشَم منها .
وفيه : الاكْتِفَاء بالتعريض والإشارة في الأمور الْمُسْتَهْجَنَة . اهـ .

وبعض النساء تَزعم أنه يَمنعها الحياء مِن السؤال عن أمر دِينها ، في حين أنه لا يَمنعها الحياء مِن مُمَاكَسَة ومُفاصلة البائع ، ورفع صوتها في الأسواق ومجامع الناس !

والحياء الشرعي لا يَمنَع مِن السؤال بأدب ، والتفقّه في الدِّين .

قال الباجي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل دِين خُلُق ، وخُلُق الإسلام الحياء " : المراد به - والله أعلم - الحياء فيما شُرع الحياء فيه ، فأما حياء يؤدي إلى تَرك تعلّم العلم فَليس بِمُشروع .
وقال : وكذلك لم يَرِد شَرع بالحياء المانع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحكم بالحق والقيام به ، وأداء الشهادات على وجهها ، والجهاد في سبيل الله عز وجل . اهـ .

والمرأة لا تخضع بالقول ولا تُرقق صوتها ، ولو كانت تسأل عالِمًا .

قال ابن حجر في سؤال المرأة الخثعمية للنبي صلى الله عليه وسلم في الحج :
ويؤخذ منه التفريق بين الرجال والنساء خشية الفتنة ، وجواز كلام المرأة ، وسماع صوتها للأجانب عند الضرورة ، كالاستفتاء عن العِلم ، والترافع في الحكم ، والمعاملة . اهـ .

والمرأة تخفض صوتها ، ولو كان ذلك في صلاتها وقراءتها ، وفي تلبيتها في الحج .

قال الإمام الشافعي في التلبية في الحج : إذا كان الحديث يدل على أن المأمورين بِرَفع الأصوات بالتلبية الرجال ، فكان النساء مأمورات بالستر ، فأن لا يسمع صوت المرأة أحدٌ أولى بها وأستر لها ، فلا ترفع المرأة صوتها بالتلبية ، وتُسمِع نفسها . اهـ .
وكذلك قال الإمام مالك .
قال ابن عبد البر : أجمع العلماء على أن السُّنة في المرأة أن لا تَرفع صوتها ، وإنما عليها أن تُسمِع نفسها .
قال ابن قدامة : وبهذا قال عطاء ، ومالك ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأصحاب الرأي .
وروي عن سليمان بن يسار أنه قال : السُّنة عندهم أن المرأة لا تَرفع صوتها بالإهلال .
وإنما كُرِه لها رَفع الصوت مخافة الفتنة بها ، ولهذا لا يُسنّ لها أذان ولا إقامة ، والمسنون لها في التنبيه في الصلاة التصفيق دون التسبيح . اهـ .
وقال ابن بطّال : وأجمعوا أن المرأة لا تَرفع صوتها بالتلبية ، وإنما عليها أن تُسمِع نفسها . اهـ .

وقال ابن رجب : ولا خلاف في أن النساء يُكَبِّرن مع الرجال تَبَعًا ، إذا صَلَّيْن معهم جماعة ، ولكن المرأة تَخفض صوتها بالتكبير .
وقال : المرأة لا يُشْرَع لها رفع صوتها في الصَّلاة بِقُرآن ولا ذِكْر . اهـ .

وقال شيخنا العثيمين : لا ينبغي للمرأة أن تَجهر بصوتها عند الرِّجال إلاّ عند الحاجة . اهـ .

وسُئل شيخنا الجبرين : هل يجوز للمرأة أن تُلقِي السلام على رجال أجانب مِن غير المحارم ، ولو كانوا معروفين ؟
فأجاب : يظهر لي أنها لا تَسلِّم عليهم بالقول المسموع وهُم أجانب منها ، بل تَقتصر على الإشارة أو النية ، فإن كلام المرأة قد يكون فتنة لبعضهم ، ولذلك نُهِيَت عن رَفع صوتها عند الرجال ، وفي الصلاة لا تُسبِّح للإمام بل تُصفِّق بيديها ، وفي التلبية لا تَرفع صوتها بها ، ولا تتولى وَظيفة الأذان ، ونحو ذلك . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ما هي الآداب عند سؤال العلماء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13476

هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بَدَا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المنهي عنها ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=97774

كلمة عن صِفة الحياء ومعناها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11992

تفسير (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء)
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28628

نريد نصيحة في تساهل المرأة وفُحش الكلام مع الرجال
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28981

ما حكم دخول النساء للغرف الصوتية المختلطة وتبادلهنَّ الحديث مع الرجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9826

هل الآية (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) خاصة بأمهات المؤمنين فقط ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1188

ومقال بعنوان :
تَمْـشِي عَلَى استِحيَـاء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6402

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال عن بعض آيات السكينة وآيات الطمأنينة وآيات الشفاء راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 14-09-2012 03:56 PM
ما حدود عمل المرأة، الاختلاط في العمل ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 11-09-2012 09:56 PM
ما حدود عورة المرأة المسلمه للمرأة غير المسلمه والمرأة المسلمة ؟ ناصرة السنة إرشـاد المـرأة 0 14-03-2010 02:03 PM
هل هناك حدود لرفع سعر السلعة المراد بيعها ؟؟ راجية العفو إرشـاد المعامـلات 0 08-03-2010 09:23 PM
سؤال عن حدود تعامل المرأة مع طليقها إذا لم تخرج مِن بيتها عبق قسم الأسرة المسلمة 0 01-03-2010 04:58 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى