العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع إرشـاد المـرأة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي لماذا أكثر أهل النار من النساء ، وفيهن العابدات والصالحات ؟
قديم بتاريخ : 15-02-2016 الساعة : 11:25 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ الجليل جزاكم الله خيرا
هل فيه حديث صحيح أن أكثر أهل النار من النساء ؟
وإذا صحيح لماذا أكثر أهل النار من النساء ؟ وتوجد فيهن عابدات وتقيات وصالحات وخاشعات ؟
جزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

نعم ، ففي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قُمتُ على باب الجنة ، فإذا عامّة مَن دَخلها المساكين ، وإذا أصحاب الْجَدّ مَحبُوسُون ، إلاّ أصحاب النار ، فقد أُمِر بهم إلى النار ، وقُمْتُ على باب النار ، فإذا عامة مَن دخلها النساء . رواه البخاري ومسلم .

وهذا يُفسِّره ما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج في أضحى أو فطر إلى الْمُصَلَّى ، فَمَرّ على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار ، فَقُلن : وَبِمّ يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكفرن العشير . رواه البخاري ومسلم .

وما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خطبة الكسوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأُرِيت النار فلم أرَ منظرا كاليوم قَطّ أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا : بِمَ يا رسول الله ؟ قال : بِكُفرهن ، قيل : يَكفرن بالله ؟ قال : يَكفرن العشير ، ويَكفرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرّ في المسجد يوما ، وعُصبة من النساء قعود ، فألْوَى بيده إليهن بالسلام ، فقال : إياكُنّ وكُفْران المنعِمين ، إياكُنّ وكُفران المنعِمِين . قالت امرأة : يا رسول الله ، أعوذ بالله يا نبي الله من كفران نِعَم الله . قال : بلى ، إن إحداكن تطول أيْمتها ، ويطول تعنيسها ، ثم يُزوِّجها الله البَعْل ، ويُفيدها الولد ، وقرّة العين ، ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط ! فذلك من كفران نِعَم الله عز وجل ، وذلك مِن كفران المنعمين . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

قال ابن حجر : ووقع في حديث جابر ما يدل على أن الْمَرئي في النار مِن النساء مَن اتّصف بصفات ذميمة ذُكرت ، ولَفظه : وأكثر مَن رأيت فيها مِن النساء : اللاتي إن ائتُمِنّ أفْشَين ، وإن سُئلن بَخِلْن ، وإن سَألَن ألْحَفْن ، وإن أُعطِين لم يَشْكُرْن . اهـ .

وما أكثر ما تَكفر النساء عِشْرَة الأزواج .
مِن أعظَم كُفران الـنِّعَم : أن تَبيت المرأة في بيت زوجها ، وتأكل مِن كَسبِه ، وتَلبَس مِن مَالِه ، وتلوذ بِحِماه ، فضلا عن الكماليات التي يُوفِّرها لها ؛ ثم تتنكّر له وتَذمّه ، وترى أنه لا فضل له عليها! وفوق هذا : أنها ربما سَخِرَت مِنه في مجالس النساء ، أو ذمّته ووصَفَته بِما ليس فيه .

وهذا سبب مِن أسباب دُخول النار ، كما في الأحاديث السابقة .

وهذا ليس بالأمر الْهَيِّن ، بل هو أمْر عظيم ، فإن أمْرًا يَكون سببا في دخول النار لَكَبِير ، ولذلك وُصِف بأنه نوع مِن الكُفر .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : التكفير نوعان:
أحدهما : كُفر النِّعمة.
والثاني : الكُفر بالله.
والكفر الذي هو ضد الشكر : إنما هو كُفر النِّعمة لا الكُفر بالله . فإذا زال الشُّكر خَلَفَه كُفر . اهـ.

وقد قرَّر العلماء : أن ما وُصِف بالكُفر ، وكان مما لا يُخرِج مِن الْمِلّة ؛ أنه مِن الكبائر ، أو هو أكبر مِن الكبائر .
ولذا فإن أكثر ذَنب يُدخِل النساء النار ، وإنما هو كُفران العشير .

وذلك : أن الحقوق على قسمين :
حقّ لله عزَّ وجَلّ ، وهذا يَغفره الله لِمَن شاء .
وحقّ للمخلوق ، وهذا لا بُدّ فيه مِن القصاص ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ . رواه مسلم .

وقد تكون بعض النساء كثيرة العبادة : مِن صيام وصلاة وصدقة وأعمال بِرّ ، لكنها لا تُؤدِّي حقّ زوجها ، وربما كَفَرَت وجَحَدَت معروفه ، وهذا مِن المحاذير الكِبار ؛ فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ فُلانة تَصُوم النهار ، وتَقُوم الليل ، وتَفعل ، وتَصَّدَّق ، وتُؤذي جِيرانها بِلِسَانِها . فقال : لا خَير فيها ، هي في النار . قيل : فإنَّ فَلانة تُصَلي المكتوبة ، وتَصوم رمضان ، وتَتَصَدَّق بأثْوارٍ مِن أقِط ، ولا تؤذي أحَدًا بِلِسَانِها . قال : هي في الجنة . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب الْمُفْرَد والحاكم وصحَّحه . وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

فإن تلك المرأة أضاعت حسناتها بِتَطاولها على جيرانها ، فكيف بِمَن تَطاوَلَتْ على زوجها ؟!

ولا يَصدر هذا الكُفران والجحود إلاّ مَن ضَعفَت صِلَتها بالله ، ولو صَلَّتْ وصَامَتْ وتصدَّقَتْ ؛ لأنها لم تَنْهَها صلاتها عن الْمُنْكَر ، ولا انتَفَعتْ بِسائر عِباداتها حقّ الانتفاع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمَرْت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تُؤدِّي المرأة حقّ الله عز وجل عليها كله ، حتى تُؤدِّي حق زوجها عليها كله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وحسّنه الألباني وقال الأرنؤوط : حديث جيد .

يُضاف إلى ذلك : ضَعْف الإيمان باليوم الآخِر ؛ لأن مَن آمَن باليوم الآخِر أعدّ له عُدّته ، واستعدّ لِمَا أمامه ، وحاسَب نفسه قبل أن يُحاسَب .
ولذا امْتَنَعَت الصحابية مِن الزواج لَمّا علِمَتْ عِظَم حقّ الزوج .
فقد جاء رجل بابنة له إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه ابنتي أبَتْ أن تزوج ! فقال : أطيعي أباك . فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوّج حتى تُخبرني ما حقّ الزوج على زوجته ؟ قال : حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلَحَسَتها ، أو انتثر مَنخِراه صديدا أو دَما ثم ابتلعته ما أدّت حقه . قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكحوهن إلاّ بإذنهن . رواه النسائي في الكبرى ، وصححه الألباني .

مع ما تضمّنه الكُفران والنُّكران مِن الكِبْر والترفّع والتعالي على الزوج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَرّف الكِبْر بِقَوله : الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس . رواه مسلم.
وفي رواية لأحمد : الكِبْر مَن سَفِهَ الْحَقّ وازْدَرى الناس . رواه الإمام أحمد .
قال النووي : أما بَطَر الحق فهو دَفْعُه وإنكاره تَرَفُّعًا وتَجَبُّرًا. اهـ .
وقال ابن الأثير : " وغمص الناس " أي احْتَقَرَهم ولم يَرَهم شيئا . اهـ .

وما في كُفران العشير مِن سُوء الْخُلُق ؛ فإن سُوء الْخُلُق يُفسد العَمل ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن سوء الخلق ليُفْسِد العَمل كما يُفْسِد الْخَلّ العَسل . رواه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ، وحسّنه الألباني .
قال المناوي : " والْخُلُق السوء يُفْسِد العَمل كَمَا يُفْسِد الْخَلّ العَسَل" أشار به إلى أن المرء إنما يَحوز جميع الخيرات ، ويبلغ أقصى المنازل ، وأبْهَى الغايات بِحُسْن الْخُلُق . اهـ .

وقد سَمّى الله التطاول وبذاءة اللسان على الزوج وأهله : سَمّاه فاحشة ؛ لأنه مِن الفُحش في القول .
كما في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا .

وكُفران العشير مَنْزِلة بِهِيمية بل أخسّ !
فإن الحيوان البَهيم يَنْفع به المعروف ، ويَحفَظ الإحسان ، حتى ذُكِرَت وقائع عن حِفْظ الحيوانات المفترِسَة للمعروف ، والعَرَب تضرب مثلا بالكَلب لِحِفْظِه المعروف .

فنعوذ بالله مِن النكران والجحود الذي يَنحطّ به الإنسان إلى مَنْزِلة أخس مِن مَنْزِلة الحيوان .

مع ما يَنضاف إلى ذلك مِِن قِلّة صَبر النساء وجَزَعهنّ وتسخطِهنّ ، وكثرة الشكوى والتذمُّر .
وقد تبرّأ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ . كما في الصحيحين .

ولا يَعني هذا ذمّ النساء عموما ، وإنما هذا مِن باب التحذير مِن هذه الأخلاق والأدواء التي تكثر في أوساط النساء خاصة ، وقد يُوجَد بعضها عند بعض الرجال .
كما جاء التحذير مِن كثير مِن أخلاق الرِّجال المرذولة .

وفي النساء صالحات قانِتات حافِظات للغيب بِما حَفِظ الله ، كما أخبر الله تبارك وتعالى .
وفيهن مَن تَحفظ المعروف ، ولا تَكفُر العشير ، وتعرِف قَدْر زوجها ، وأنه باب الجنة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة : أذات زَوج أنت ؟ قالت : نعم . قال : كيف أنتِ له ؟ قالت : ما آلُوه إلاَّ ما عَجزت عنه . قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جَنّتك ونارك . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى . وحسّنه الألباني .

وسبق الجواب عن :
لماذا عظم حق الزوج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040

هل يَحقّ لها أن ترفض الزواج بِحُجة أنها تَخاف أن لا تُوفّق بزواجها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6029

هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6160

ما معنى حديث : ‏الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475

شرح الحديث 172 في البراءة مِمَّن تُظهِر الجزع عند المصيبة : " الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ "
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/168.htm

الحديث 148 في أنه لا أذان ولا إقامة لِصلاة العيد
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/144.htm

ما معنى " وإذا خاصَم فَجَر " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18637

كلمة حول كُفران العشير وأنه مِن كبائر الذُّنوب
http://youtu.be/gzNXbuWaEdg

أذاتُ زوج ... إذاً هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6410

أقرب للتقوى
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13165

وخُطبة جُمعة عن الإنصاف
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16779

وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا أكثر أهل النار من النساء ، وفيهن العابدات والصالحات ؟ نسمات الفجر قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 15-02-2016 11:22 PM
لماذا يفتتح الآذان بعبارة " الله أكبر " ؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 05-09-2012 01:18 AM
حكم قول : لئن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 18-03-2010 02:36 AM
حديث: اطّلعت على النار فوجدت أكثر أهلها النساء محب السلف قسـم السنـة النبويـة 0 17-03-2010 06:10 AM
وما حال من ماتت مختنقة من دخان النار ولم تصلها النار هل تعتبر حريقة ؟ راجية العفو قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 28-02-2010 02:20 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى