|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
ما حكم الذهاب إلى سوق عكاظ الموجود بمدينة الطَّائف ؟
بتاريخ : 16-09-2012 الساعة : 07:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقكم الله وأعلى شأنكم -
تمّ الأسبوع الماضي افتتاح سوق عكاظ الموجود بالطائف ، وهو مهرجان تمّ إنشاؤه منذ سنوات
ولا أعرِف طبيعة المكان هناك ، ولكن حسب ما قرأت أنه مُقام في نفس مكان سوق عكاظ الجاهلي ، وأنّ دخوله للنساء والرِّجال معًا ، وفيه عرض لبعض التراث الموجود بالمملكة مِن لبس وأكل وشُرب وأدوات ولا أدري هل هناك أمور أخرى غير هذه أم لا .
فما حُـكم الذَّهاب لزيارة هذا السُّوق ؟
وأسأل الله تعالى أن يُعليَ شأنكم ويرزقكم مِن حيث لا تحتسبون وييسهّل لفضيلتكم ويوسّع عليكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .
هذا مِن إحياء سُنن الجاهلية ، وقد حَمى النبي صلى الله عليه وسلم جَناب التوحيد فَمَنَع الاحتفاء بِمواضع يحتفي بها أهل الجاهلية .
روى أبو داود من حديث ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَنْحَر إبلاً ببوانة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرتُ أن أنْحَر إبلاً بِبُوَانَةَ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وَثَن مِن أوثان الجاهلية يُعْبَد ؟ قالوا : لا . قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قالوا : لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوْفِ بِنَذْرِك ؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم .
والحديث صححه الألباني .
والشاهد سؤاله عليه الصلاة والسلام عن ذلك الموضع : هل كان فيه شيء مِن مُناسبات جاهلية ؟
قال شيخنا العثيمين رحمه الله : قوله : " عيد " ، العِيد : اسْم لِمَا يَعود أو يتكرر، والعَوْد بمعنى الرجوع ، أي : هل اعتاد أهل الجاهلية أن يأتوا إلى هذا المكان ويتخذوا هذا اليوم عيدا ، وإن لم يكن فيه وثن ؟ قالوا : لا . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمْرَين : عن الشرك ، ووسائله . اهـ .
وقد مَنَع العلماء مِن الوفاء بالنذر في المكان الذي يُعظِّمه الكُفّار .
قال ابن قدامة : وَإِنْ نَذَرَ أَنْ يُهْدِيَ إلَى غَيْرِ مَكَّةَ ، كَالْمَدِينَةِ ، أَوْ الثُّغُورِ ، أَوْ يَذْبَحَ بِهَا ؛ لَزِمَهُ الذَّبْحُ ، وَإِيصَالُ مَا أَهْدَاهُ إلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ ، وَتَفْرِقَةُ الْهَدْيِ وَلَحْمِ الذَّبِيحَةِ عَلَى أَهْلِهِ إلاَّ أَنْ يَكُونَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ مَا لا يَجُوزُ النَّذْرُ لَهُ ، كَكَنِيسَةٍ ، أَوْ صَنَمٍ ، أَوْ نَحْوِه ِ، مِمَّا يُعَظِّمُهُ الْكُفَّارُ ، أَوْ غَيْرُهُمْ ، مِمَّا لا يَجُوزُ تَعْظِيمُهُ ، كَشَجَرَةٍ ، أَوْ قَبْرٍ ، أَوْ حَجَرٍ ، أَوْ عَيْنِ مَاءٍ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ . اهـ .
ومُحيي سوق عكاظ ونحوه مِن سُنن الجاهلية يُخشى دخوله تحت " َمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ " .
لِقَولِه صلى الله عليه وسلم : أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاثَةٌ : مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ . رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كُلّ مَن أراد في الإسلام أن يعمل بشيء مِن سُنن الجاهلية دَخَل في الحديث ... والسنة الجاهلية : كل عادة كانوا عليها ، فإن السنة هي العادة ، وهي الطريق التي تتكرر لنوع الناس ، مما يَعُدّونه عبادة ، أوْ لا يَعُدّونه عبادة ، قال تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سَنن مَن كان قبلكم " ، والإتباع هو الاقتفاء والاسْتِـنَان ، فمن عَمِل بشيء مِن سُنَنِهم ، فقد اتَّـبَع سُنة جاهلية ، وهذا نص عام يوجب تحريم متابعة كل شيء مِن سنن الجاهلية : في أعيادهم وغير أعيادهم. اهـ .
وقد " قِيلَ : الْمُرَاد مَنْ يُرِيد بَقَاء سِيرَة الْجَاهِلِيَّة ، أَوْ إِشَاعَتهَا ، أَوْ تَنْفِيذهَا " ، كما ذَكَره الحافظ ابن حجر .
وسبق الجواب عن :
هل يجوز الذهاب للسوق لأجل التنـزّه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12284
ما حكم حضور اجتماع بمناسبة اليوم الوطني أو بدء العام الجديد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15243
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|