|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 19-03-2020 الساعة : 09:03 AM
" لَن تَمُوت نَفْس حتى تَسْتَوفِي رِزْقها وإن أبْطَأ عنها "
🟠 قال ابنُ الجوزي في حوادث سنة أربع وستين مِن الْهِجرَة :
وفي هذه السنة وَقَع الطاعون الْجَارِف بِالبَصْرة ...
وكان وقوع هذا الطاعون أربعة أيام : فمات في اليوم الأول سبعون ألفا ، وفي اليوم الثاني واحد وسبعون ألفا ، وفي اليوم الثالث ثلاثة وسبعون ألفا .
(الْمُنْتَظَم)
🟤 قال زُهَيْر بن نُعَيْمٍ الْبَابِيُّ : لا تَأْمَنَنَّ مِنَ الْمَوْتِ قِلَّتَهُ ، وَلا تَخَافَنَّ كَثْرَتَهُ ، ثُمَّ قَال : حَدَّثَنِي مَعْدِيٌّ عَنْ رَجُلٍ يُكَنَّى بِأَبِي الْبُغَيْلِ - كَانَ قَدْ أَدْرَكَ زَمَنَ الطَّاعُونِ – قَال : كُنَّا نَطُوفُ فِي الْقَبَائِلِ وَنَدْفِنُ الْمَوْتَى ، فَلَمَّا كَثُرُوا لَمْ نَقْوَ عَلَى الدَّفْنِ ، فَكُنَّا نَدْخُلُ الدَّارَ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا فَنَسُدُّ بَابَهَا ، قَال : فَدَخَلْنَا دَارًا فَفَتَّشْنَاهَا فَلَمْ نَجِدْ فِيهَا أَحَدًا حَيًّا ، قَال : فَسَدَدْنَا بَابَهَا ، قال : فَلَمَّا مَضَتِ الطَّوَاعِينُ كُنَّا نَطُوفُ فِي الْقَبَائِلِ وَنَنْزِعُ تِلْكَ السُّدَّةَ الَّتِي سَدَدْنَاهَا ، فَنَزَعْنَا سُدَّةَ ذَلِكَ الْبَابِ الَّتِي دَخَلْنَاهَا فَفَتَّشْنَاهَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا حَيًّا ، قال : فإذا نَحْنُ بِغُلامٍ فِي وَسَطِ الدَّارِ طَرِيٍّ دَهِينٍ كَأَنَّهُ أُخِذَ سَاعَتَئِذٍ مِنْ حِجْرِ أُمِّهِ ، قال : وَنَحْنُ وُقُوفٌ عَلَى الْغُلامِ نَتَعَجَّبُ مِنْهُ ، قال : فَدَخَلَتْ كَلْبَةٌ مِنْ شَقٍّ أَوْ خَرْقٍ فِي حَائِطٍ قَال : فَجَعَلَتْ تَلُوذُ بِالْغُلامِ وَالْغُلامُ يَحْبُو إِلَيْهَا حَتَّى مَصَّ مِنْ لَبَنَهَا .
قَالَ زُهَيْرٌ : قَالَ مَعْدِيٌّ : رَأَيْتُ هَذَا الْغُلامَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَدْ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " .
🔻 ونَقَله ابنُ القيم عن الجاحِظ :
ثم قال : ولا يُسْتَبْعَد هذا ، وما هو أعجَب منه ؛ فإن الذي هَدَى الْمَوْلُود إلى مَصّ إبْهَامه سَاعَة يُولَد ، ثم هَدَاه إلى الْتِقَام حَلَمة ثَدْي لَم يَتَقَدّم له بِه عادة ، كأنه قد قِيل له : هذه خِزَانة طَعَامك وشَرَابك التي كأنك لَم تَزَل بها عَارِفا .
وفي هدايته [تبارك وتعالى] للحيوان إلى مَصَالِحه ما هو أعجَب مِن ذلك ..
وهِدَاية الحيوانات إلى مَصَالِح مَعَاشِها كَالبَحْر : حَدّث عنه ولا حَرَج .
(شفاء العليل ، لابن القيم)
|
|
|
|
|