العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي جاء في القرآن أن المتقين يدخلون الجنة والكفار يدخلون النار . ما الذي يؤكد ذلك
قديم بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 12:38 AM

السلام عليكم

جاء في القرآن الكريم بأن الله عادل ولا يظلم أحد ، وأنه غفور رحيم ، وأن المتقين يدخلون الجنة ، والكفار يدخلون النار .

ما الذي يؤكد صحة ذلك ؟




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : يجب أن نؤمن بالله العظيم ، وأن نُحقق الإيمان بأركان الإيمان السِّـتَّـة ، وهي :

الإيمان بالله
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالكُتُب
الإيمان بالرُّسُل
الإيمان باليوم الآخر
الإيمان بالقَدَر خيره وشرِّه

فإذا سقط رُكن من هذه الأركان أو كُفِر ببعضه لم يكن الإنسان مُسلِماً . ودليل ذلك أن الله قال عن قوم نوح : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوح الْمُرْسَلِينَ ) فَنَسَب إليهم التكذيب الرُّسُل ، مع أنهم لم يُكذِّبوا إلا رسولهم . فَدَلّ هذا على أن الذي يُكذِّب برسول واحد كالمكذِّب بهم جميعاً ، ولا ينفعه إيمانه .

ويدل عليه أيضا قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْض وَنَكْفُرُ بِبَعْض وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )

وكذلك القول في بقية أركان الإيمان .

ثم إن الذي يؤكِّد صحة ما سألت عنه – مِنْ أنّ الله عادل لا يَظلم أحداً ، وأنه غفور رحيم ، وأن المتقين يدخلون الجنة ، والكفار يدخلون النار – هو الأدلة الكثيرة من كتاب الله وسُنة نبيِّـه صلى الله عليه وسلم .

والأدلة العقلية دالّـة أيضا على ذلك . فإن من الممتنع عقلاً أن يُوجَد هذا الكون من غير مُوجِد . لأن المصنوع لا بُدّ له من صانِع ، والموجود لا بُدّ له من مُوجِد .

قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّة وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَات لِقَوْم يَعْقِلُونَ ) :

قوله تعالى : ( لآَيَات ) أي دلالات تدل على وحدانيته وقدرته ، ولذلك ذكر هذه الأمور عُقيب قوله ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) ليدلّ بها على صِدق الخبر عمّا ذَكَرَه قبلها من وحدانيته سبحانه ، وذِكْرِ رحمته ورأفته بخلقه ..

فإن قيل : فما أنكرت أنها أحدثت أنفسها ؟

قيل له : هذا له هذا محال ؛ لأنها لو أحْدَثَتْ أنفسها لم تَخْلُ من أن تكون أحدثتها وهي موجودة أو هي معدومة ، فإن أحدثتها وهي معدومة كان مُحالاً ؛ لأن الإحداث لا يَتأتَّـى إلا من حَيّ عالم قادر مريد ، وما ليس بموجود لا يصح وصفه بذلك ، وإن كانت موجودة فوجودها يغني عن إحداث أنفسها ، وأيضا فلو جاز ما قالوه لجاز أن يُحدِث البناء نفسه ! وكذلك النـِّجَارة والنَّسج ، وذلك مُحال ، وما أدى إلى المحال مُحال ، ثم أن الله تعالى لم يقتصر بها في وحدانيته على مجرد الأخبار حتى قرن ذلك بالنظر والاعتبار في آي من القرآن فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )

والخطاب للكفار ، لقوله تعالى : ( وَمَا تُغْنِي الآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْم لا يُؤْمِنُونَ ) ، وقال : ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) يعني بالملكوت الآيات ، وقال : ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) . يقول : أو لم ينظروا في ذلك نَظَرَ تفكر وتدبّر حتى يستدلوا بكونها مَحَلاًّ للحوادث والتغييرات على أنها مُحدَثات وأن الْمُحْدَث لا يستغني عن صانع يصنعه ، وأن ذلك الصانع حكيم عالم قدير مريد سميع بصير متكلم ، لأنه لو لم يكن بهذه الصفات لكان الإنسان أكمل منه وذلك محال ...

فالإنسان إذا تفكَّر بهذا التنبيه بما جُعِل له من العقل في نفسه رآها مُدَبَّرَة وعلى أحوال شتى مُصَرَّفة ؛ كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحما وعظما ، فيعلم أنه لم ينقل نفسه من حال النقص إلى حال الكمال ، لأنه لا يقدر على أن يُحدِث لنفسه في الحال الأفضل التي هي كمال عقله وبلوغ أشده عضوا من الأعضاء ، ولا يمكنه أن يزيد في جوارحه جارحة ، فَيَدُلّـه ذلك على أنه في حال نقصه وأَوَانِ ضعفه عن فعل ذلك أعجز ،

وقد يرى نفسه شابا ثم كهلا ثم شيخا وهو لم ينقل نفسه من حال الشباب والقوة إلى حال الشيخوخة والهرم ، ولا اختاره لنفسه ، ولا في وسعه أن يُزِايل حال المشيب ويراجع قوة الشباب ، فيعلم بذلك أنه ليس هو الذي فعل تلك الأفعال بنفسه وأن له صانعا صنعه ، وناقلاً نَقَلَه من حال إلى حال ، ولولا ذلك لم تتبدل أحواله بلا ناقل ولا مُدَبِّر . اهـ .

إذا علِمْتْ هذا – وفقك الله – فاعلم أن الله لطيف بعباده ، ولولا ذلك لعذّبهم جميعاً ، ولذلك قال سبحانه وتعالى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) .

وقال تبارك وتعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّة وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) وقال جل جلاله : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ) .

كما أنه سبحانه وتعالى يعفو عن كثير من خطايا عباده ، فإن الله هو العفوّ . قال عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير ) . ثم إن الدليل العقلي يؤكِّد أن المؤمنين يدخلون الجنة ، وان الكفّار يدخلون النار .

وذلك أن الله حَكَم عَدْل .

وأنه أعذر إلى خَلْقِه ، بأن بَعَث إليهم الرُّسُل ، وأرسل إليهم الـنُّذُر ، وأقام عليهم الحجج ، فمن كفر بعد ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه . ثم إن رب العزّة سبحانه أمر عباده ، فمن أطاعه كافأه ، ومن كَفَر به عاقبَه .

ثم إننا نرى الناس في هذه الدنيا منهم الظالم ومنهم المظلوم ، ومُحال أن يكونا سواء ؛ لأنه لا يُمكن أن يُجعل المحسِن كالمسيء ، ولا الظالم كالمظلوم ، ولا المؤمن كالفاجر .

فلا بُدّ أن يقف الجميع أمام حَكَم عدْل ليُقتصّ للمظلوم من الظّالم ، ولينال المحسن جزاء إحسانه ، والمسيء جزاء إساءته .

فإذا قيل بعدم وجود جزاء أخروي يُقتصّ فيه من الظالم للمظلوم ، ويُكافأ الْمُحسِن على إحسانه – اقتضى ذلك مُساواة الْمُجرِمين بالْمُسلمين ، والْمُسيئين بالْمُحسنين ، وهذه القضية العقلية تمّ التأكيد عليها في القرآن في غير موضع ، فمن ذلك قوله تعالى: ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟ فإنه سبحانه وتعالى قال ذلك بعد ذِكر مآل كلّ من الفريقين ، حيث قال قبل ذلك : ( وَلَعَذَابُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) .

وقال تبارك وتعالى : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ؟ فإنه قال ذلك أيضا بعد الإشارة إلى الجزاء الأخروي .

فالجزاء الأخروي جزاء عادِل ، وهو مقتضى العدل .

وإذا نظرنا في هذا الميزان الدقيق - وهو عدم التّساوي بين الْمُفسدين في الأرض وبين الْمُصْلِحين ، وبين الأبرار والفجّار ، علِمنا أن هذا الميزان ميزان قِسط ، تقوم عليه حياة البشر ، فإن العَدل يقتضي مكافأة الْمُحسِن على إحسانه ، ومُعاقبة الْمسيء على إساءته ، ولذلك قامت الْمَحاكِم ، وأُنشِئت السُّجون !

ولِـمَ يُنكَر الجزاء الأخروي ، وكل عامل إنما يَعمل لنيل جزاء عمله ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صحة حديث عن شفاعة أهل الجنة لبعض أهل النار ناصرة السنة قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 03-09-2012 05:28 AM
حديث :سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب عبق قسـم السنـة النبويـة 0 01-03-2010 05:19 PM
صحة حديث عن شفاعة أهل الجنة لبعض أهل النار ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 21-02-2010 10:56 AM
هل الاناث يدخلون في إرث عمهم ناصرة السنة قسـم الفقه العـام 0 15-02-2010 05:22 AM
تقديم النار على الجنة .. رولينا قسـم الفقه العـام 0 12-02-2010 10:59 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى