قال ابن رجب : الأعياد : هي مواسم الفرح والسرور ؛ وإنما شَرَع الله لهذه الأمة الفَرح والسرور بتمام نعمته وكمال رحمته ، كما قال تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ، فَشَرع لهم عيدين في سنة وعيدا في كل أسبوع ، فأما عِيدا السنة :
🔸فأحدهما : تَمام صيامهم الذي افتَرَضَه عليهم كل عام ، فإذا أتَمّوا صيامهم أعتقهم مِن النار ، فشَرع لهم عيدا بعد إكمال صيامهم ، وجَعَله يوم الجوائز ، يَرجعون فيه مِن خروجهم إلى صلاتهم وصدقتهم بالمغفرة ، وتكون صدقة الفطر وصلاة العيد شكرا لذلك .
🔸والعيد الثاني : أكبر العيدين عند تمام حجهم ؛ بإدراك حجّهم بالوقوف بعرفة وهو يوم العتق من النار ، ولا يحصل العتق من النار والمغفرة للذنوب والأوزار في يوم من أيام السنة أكثر منه ، فجعل الله عَقب ذلك عيدا ؛ بل هو العيد الأكبر ...
🔹 وأما عيد الأسبوع : فهو يوم الجمعة ، وهو مُتعلّق بإكمال فريضة الصلاة ؛ فإن الله فَرَض على عباده المسلمين الصلاة كل يوم وليلة خمس مرات ، فإذا كَمُلت أيام الأسبوع التي تدور الدنيا عليها وأكملوا صلاتهم فيها شرع لهم يوم إكمالها عيدا يجتمعون فيه على صلاة الجمعة ، وشَرع لهم الخطبة تذكيرا بِنِعم الله عليهم وحَثّا لهم على شكرها ، وجعل شهود الجمعة بأدائها كفارة لِذنوب الجمعة كلها وزيادة ثلاثة أيام .