برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة، والاجتناب لما نهيا عنه، والإنفاق عليهما، والتوخي لشهواتهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب والهيبة لهما، فلا يرفع الولد صوته، ولا يحدق إليهما، ولا يدعوهما باسمهما، ويمشي وراءهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما.
إن من حاول معرفة نفسه عرضت له عقبات كأداء ومشقات جسام فإن هو صبر عليها بلغ الغاية وما الغاية التي تطمئن معها النفس إلى الوحدة وتأنس بالحياة، وتدرك اللذة الكبرى، ما الغاية إلا معرفة الله. وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائما في انه معهم وأنه يراهم ويسمعهم هنالك تصير الآلام في الله لذه والجوع في الله شبعا والمرض صحة والموت هو الحياة السرمدية الخالدة هنالك لا يبالي الإنسان ألا يكون معه أحد لأنه يكون مع الله.
لو رتبت لك جدولاً لحفظ كتاب الله وحفظت في كل يوم أقل من وجهين لأمكنك حفظ كتاب الله تعالى في سنة ولو حفظت كل يوم أقل من صفحة وربع لحفظت كتاب الله في سنتين اثنتين فقط!!ولا تستكثر هذا الرقم فلك سنوات مضت ذهبت أدراج الرياح !!كم حفظت فيها من آية ؟! ...والسؤال نحوك والإجابة منك !!
وأعرف رجلا رتب لنفسه حفظ ثلاث آيات فقط من كتاب الله تعالى فحفظه في ثمان سنوات تقريباً ..فأين همتك من همته وعزمك من عزمه؟...فشمر للدار الآخرة ....واستصحب مصحفاً بحجم الجيب ليكون قريباً منك في كل وقت واترك عنك حياة البطالة والبطالين...