عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1013  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-02-2019 الساعة : 07:48 AM

الدنيا قصيرة لا تستحق المُداهَنة

لَمّا وَلِي عُمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي ... فجاء عُمر يَتَوكّأ على عصا له فسلّم ثم جلس مُعَظّمًا لهما ، فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يُنفِذ كُتُبًا أعرِف أن في إنفاذها الْهَلَكة ، فإن أطَعْته عَصَيت الله ، وإن عَصَيته أطَعتُ الله عزّ وَجَلّ ، فهل تَرَيا لي في مُتَابَعَتي إيّاه فَرَجًا ؟ فقال الحسن للشعبي : يا أبا عمرو أجِب الأمير ، فتَكَلّم الشعبي فانْحَط في حَبْل ابن هبيرة ، فقال : ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟ فقال : أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت ! قال : ما تَقُوله أنت يا أبا سعيد ؟ فقال : أقول : يا عمر بن هبيرة يُوشِك أن يَنْزِل بك مَلَك مِن ملائكة الله تعالى فظّ غليظ لا يَعصي الله ما أمَره فيُخرِجك مِن سَعة قَصْرك إلى ضِيق قَبْرِك .
يا عمر بن هبيرة إن تَتّق الله يَعصِمك مِن يزيد بن عبد الملك ، ولا يعصمك يزيد بن عبد الملك مِن الله عزّ وَجَلّ .
يا عمر بن هبيرة لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت فيغلق فيها باب المغفرة دونك .
يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسًا مِن صَدر هذه الأمة كانوا والله على الدنيا وهي مُقْبِلة أشدّ إدبارا مِن إقبالكم عليها وهي مُدْبِرَة .
يا عمر بن هبيرة إني أخَوّفك مَقاما خَوّفَكه الله تعالى فقال : (ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) [إبراهيم: 14] .
يا عمر بن هبيرة إن تَكُ مع الله تعالى في طاعته كَفَاك بَائِقة يزيد بن عبد الملك ، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله وَكَلَك الله إليه .
قال : فبكى عُمر ، وقام بِعَبْرَته ، فلما كان مِن الغَد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما وكثّر منه ما للحَسَن ، وكان في جائزته للشعبي بعض الإقْتَار ، فخَرَج الشعبي إلى المسجد فقال : يا أيها الناس مَن استطاع منكم أن يُؤثِر الله تعالى على خَلْقه فليَفعل ، فوالذي نفسي بِيدِه ما عَلِم الحسَن منه شيئا فجَهِلته ، ولكن أرَدت وَجْه ابن هبيرة فأقْصَاني الله منه . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .

رد مع اقتباس