عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 766  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-07-2018 الساعة : 08:13 AM

الله يسعدكم

أنواع السعادات :

قال ابن القيم : انواع السَّعَادَة الَّتِي تُؤثِرها النُّفُوس ثَلاثَة :

🔸 سَعَادَة خارجية عَن ذَات الإنسان ، بل هِيَ مُسْتَعَارَة لَهُ من غَيره ، يَزُول باسْتِرْدَاد الْعَارِيّة ، وَهِي سَعَادَة المَال والحياة ، فَبَيْنَا الْمَرْء بهَا سَعيدا مَلْحوظا بِالعناية مَرْمُوقًا بِالأبْصَار إِذ أصْبَح فِي الْيَوْم الْوَاحِد أذل مِن وَتَد بِقَاع يُشَجّ رَأسه بالفهرواجي !

🔹 فالسعادة والفَرح بِهَذِهِ كَفَرح الأقْرَع بِجُمّة ابن عَمّه ! وَالْجمال بهَا كجمال الْمَرْء بِثِيابه وبزّته .

⏪ ويُحْكَى عَن بعض الْعلمَاء أنه رَكِب مَعَ تُجّار فِي مَرْكب فَانْكَسَرت بهم السَّفِينَة فأصْبَحوا بعد عِزّ الْغنى فِي ذلّ الْفقر ، وَوصل الْعَالم الى الْبَلَد فأُكْرِم وَقُصِد بأنواع التّحَف والكَرَامَات ، فَلَمَّا أرادُوا الرُّجُوع الى بِلادهمْ قَالُوا لَهُ : هَل لَك إلى قَوْمك كتاب أو حَاجَة ؟ فَقَالَ : نعم ، تَقولُونَ لَهُم : إذا اتّخَذتم مَالاً لا يغرق إذا انْكَسَرت السَّفِينَة ، فاتّخِذُوا الْعِلْم تِجَارَة .

🔸 السَّعَادَة الثَّانِيَة : سَعَادَة فِي جِسْمه وبَدَنه ؛ كَصِحّته واعْتِدال مِزَاجه ، وتَنَاسب أعضائه ، وَحُسْن تَرْكِيبه ، وصَفاء لَونه ، وَقُوَّة أعضائه . فَهَذِهِ ألْصَق بِهِ مِن الأولى ، وَلَكِن هِيَ فِي الْحَقِيقَة خَارِجَة عَن ذَاته وَحَقِيقَته ، فإن الإِنْسَان إنسان بِرُوحِهِ وَقَلبه لا بجسمه وبَدَنه !

🔸 السَّعَادَة الثَّالِثَة : هِيَ السَّعَادَة الْحَقِيقِيَّة ، وَهِي سَعَادَة نَفْسَانِيّة رُوحِيّة قَلْبِيّة ، وَهِي سَعَادَة الْعلم النافع وثَمَرَته ؛ فإنها هِيَ الْبَاقِيَة على تَقَلّب الأحوال ، والْمُصَاحِبة للْعَبد فِي جَمِيع أسفاره وَفِي دوره الثَّلاثَ : أعْنِي دَار الدُّنْيَا ، وَدَار البرزخ ، وَدَار الْقَرَار ، وَبهَا يَتَرَقّى مَعارِج الْفَضْل ودَرجات الْكَمَال .

أمّا الأولى فإنها تَصحَبه فِي الْبقْعَة الَّتِي فِيهَا مَاله وجَاهُه .

وَالثَّانِيَة فَعُرْضة للزّوال والتّبَدّل بِنَكْس الْخَلْق ، وَالرَّدّ إلى الضعْف .

⏺ فَلا سَعَادَة فِي الْحَقِيقَة إلاّ فِي هَذِه الثَّالِثَة الَّتِي كُلّما طَال الأمَد ازْدَادَات قُوَّة وعُلُوًّا ، وَإِذا عُدِم المَال والْجَاه فَهِيَ مَال العَبْد وجاهه ، وَتَظْهر قُوّتها وأثَرها بعد مُفَارقَة الرّوح الْبَدَن إذا انْقَطَعت السعادتان الأوّلَتَان .

✅ وَهَذِه السَّعَادَة لا يَعرِف قَدْرهَا وَيبْعَث على طَلبَهَا إلاّ الْعِلْم بهَا ؛ فَعَادَت السَّعَادَة كُلّهَا إلى الْعِلم وَمَا تقضيه ، وَالله يوفق من يَشَاء لا مَانِع لِمَا أعْطى وَلا مُعْطي لِمَا مَنَع .

(مفتاح دار السعادة)

ما الذي رَفَع قَدْرهم ؟

http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=10338

رد مع اقتباس