عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما معنى الآية : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...)
قديم بتاريخ : 18-03-2010 الساعة : 12:13 PM

...

السؤال : بعد الشكر الجزيل أريد تعريف الآية الكريمة ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )




الجواب : الآية الكريمة نَـزَلت في شأن النبي صلى الله عليه وسلم مع عمِّـه أبي طالب .

روى البخاري ومسلم من طريق سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم قل لا إله إلا الله ، كلمه أشهد لك بها عند الله . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِضها عليه ويُعيد له تلك المقالة ،

حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنْـه عنك ، فأنزل الله عز وجل ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ، وأنزل الله تعالى في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .

وفي الآية مسألتان :

الأولى : أن الذي نَفاه الله عن نبيِّـه صلى الله عليه وسلم من الهداية هي هداية التوفيق والإلهام . وقد أثبت الله لنبيِّـه صلى الله عليه وسلم الهداية في قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ) وهذه الهداية الْمُثبَتَة هي هداية الدلالة والإرشاد .

الثانية : قوله تعالى : ( مَنْ أَحْبَبْتَ ) أي أحببت هدايته ، وقيل : أحببته لقرابته . قاله البغوي في التفسير . وقد يَرِد إشكال ، وهو : كيف يُحبّ النبي صلى الله عليه وسلم عمّـه ، وهو كافر ، وقد قال الله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ؟

فالجواب عنه :
أن هذه المحبّـة لأجل نُصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنه كان يحوطه لقرابته منه . ثم إن هذه المحبة – على القول الثاني – أي أحبّه لقرابته ، وهذه محبة فِطرية جِبلِّـيّة لا يُلام عليها الإنسان .

فكما أن المسلم لو تزوّج نصرانية أو يهودية فإنها سوف يُحبها لا لِدينها ولكن لما بينهما من العِشرة . ثم إن المودّة أعلى من مُجرّد المحبة . ولذا عـدّ ابن القيم رحمه الله المودّة خالِص الحبّ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس