عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عبدالعزيز المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-09-2016 الساعة : 03:23 PM


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يلزَم أن يكون بين القصص القرآني أوجه شَبَه ، ولا أن يكون بين قصص الأنبياء أوجه شَبَه ، بل حتى بين النبي وابنه ، لا يلزَم أن يكون بينهما وجه شَبَه .

فطبائع الأنبياء لا تنفكّ عن الطبيعة البشرية ، وإنما تُهذّب بالوَحي .
وفي هذا المعنى ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لَمّا كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تقولون في هؤلاء الأسرى ؟ قال : فقال أبو بكر : يا رسول الله ، قومك وأهلك ، استَبقِهم ، واستأنِ بهم ، لعل الله أن يتوب عليهم ، قال : وقال عمر : يا رسول الله ، أخرجوك وكذّبوك ، قَرّبهم فاضرِب أعناقهم ، قال : وقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله ، انظر وادِيًا كثير الحطب ، فأدخلهم فيه ، ثم أضرم عليهم نارا ، قال : فقال العباس: قطعت رحمك ، قال : فَدَخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يردّ عليهم شيئا ، قال : فقال ناس : يأخذ بِقول أبي بكر ، وقال ناس : يأخذ بِقول عمر ، وقال ناس : يأخذ بِقول عبد الله بن رواحة ، قال : فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن الله لَيُلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألْين مِن اللَّبن ، وإن الله ليَشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد مِن الحجارة ، وإن مثلك يا أبا بكر كَمَثل إبراهيم عليه السلام، قال : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، ومثلك يا أبا بكر كَمَثل عيسى قال : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، وإن مثلك يا عُمر كَمَثل نوح قال : (رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) ، وإن مثلك يا عُمر كَمَثل موسى ، قال : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ) ، أنتم عَالة فلا يَنفلِتنّ منهم أحد إلاّ بِفداء ، أو ضَربة عنق . رواه الإمام أحمد والترمذي وقال : هذا حديث حَسَن .
والحديث وإن كان فيه ضعف ، إلاّ أن المعنى المراد صحيح .

ونبي الله موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا غضِب ألقى الألواح التي فيها الوَحي .
قال الله تبارك وتعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) ثم قال تعالى : (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) .
قال ابن القيم : إن موسى صلوات الله عليه لم يكن لِيُلقِي ألْواحا كَتبها الله تعالى فيها كلامه مِن على رأسه إلى الأرض ، فيكسرها اختيارا منه لذلك ، ولا كان فيه مصلحة لبني إسرائيل ، ولذلك جَرّه بلحيته ورأسه ، وهو أخوه ، وإنما حَمَله على ذلك الغضب ، فَعَذَره الله سبحانه به ، ولم يَعتَب عليه بِمَا فعل ، إذ كان مصدره الغضب الخارج عن قُدرة العبد واختياره ؛ فالْمُتَوَلِّد عنه غير مَنسوب إلى اختياره ورِضاه به . اهـ .

وإنما يشترك الأنبياء ويتّفقون في إثبات ثلاث : النبوَّات والْمَعَاد والتوحيد .

وفي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ ؛ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ .

تنبيه :
وَرَد في السؤال : (ذكرت ابنة يعقوب أن موسى عليه السلام قوي أمين) وهي ليست ابنة يعقوب عليه الصلاة والسلام ، وإنما ذُكِر أنها ابنة نبي الله شُعيب عليه الصلاة والسلام ، وذُكر أنها ليست ابنة شعيب عليه الصلاة والسلام .

قال الحافظ ابن كثير : وقد اختَلَف المفسرون في هذا الرجل : مَن هو ؟ على أقوال :
أحدها : أنه شُعيب النبي عليه السلام ، الذي أُرسِل إلى أهل مَديَن . وهذا هو المشهور عند كثيرين ، وقد قاله الحسن البصري وغير واحد . ورواه ابن أبي حاتم ...
وقال آخرون : بل كان ابن أخي شعيب .
وقيل : رجل مُؤمن من قوم شعيب .
وقال آخرون : كان شعيب قبل زمان موسى عليه السلام بِمُدّة طويلة ؛ لأنه قال لقومه : (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) ، وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل عليه السلام بنص القرآن ، وقد عُلم أنه كان بين موسى والخليل عليهما السلام مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة ، كما ذكره غير واحد .
وما قيل : إن شُعيبا عاش مدة طويلة ، إنما هو - والله أعلم - احتراز مِن هذا الإشكال ، ثم مِن الْمُقوِّي لكونه ليس بِشُعيب أنه لو كان إياه لأوْشَك أن يَنصّ على اسمه في القرآن هاهنا .
وما جاء في بعض الأحاديث من التصريح بِذِكرِه في قصة موسى لم يصح إسناده ، كما سنذكره قريبا إن شاء الله . اهـ .

وسبق :
هل تُشترَط صِحة الأسانيد في نقل قِصَصٍ عن الصحابة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15431

يسأل عن معنى تصديق مريم بكلمات ربها وكُتبه ، ولماذا الكتب بصيغة الجمع ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=73526

بين نـبـيّ وابنـه ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6066

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس