[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حيّاكم الله شيخنا الفاضل و بارك الله لنا فيك

يسأل أحد الأخوة في المسجد عن توجيهٍ في مسألة تسجيل المصحف كاملا بصوته في الأستوديو
ليعرض بشهر رمضان بالإذاعة ابتداءا
اذ عرض عليه شيخه ذلك , لجمال صوته , و لمعرفته بالأحكام التجويدية اذ هو مُجاز ٌبالسند
و أخبره شيخه بأنّ هذا الأمر من الصدقة الجارية
و الأخ يتخوّف من دخول الرياء بالمسألة ,, و كذلك من إكبار الناس له إذا سمعوا له التسجيل بالاذاعة فقد يظنّون فيه ما هو ليس فيه , و كذلك يتخوّف من ماضٍ له قد عصى الله فيه بالسر و العلن

و في ذات الوقت يخشى أن يضيّع هذا الأمر و ما يترتّب عليه من أجر
و ربّما يُحفظ القرآن و تُتَعلّم تلاوتُه على صوته ,
و قد يصرف بصوته الاسماع عن قرّاء المقامات الذين شاعوا بالبلد
فما هو توجيهكم للمسألة شيخنا ,, و جزاكم الله خيرا





الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك ، وحيّاك الله وبيّاك .

أولا : أوصيه ونفسي بِتقوى الله عَزّ وَجَلّ ، والحرص على الإخلاص ودَفْع الرياء ، وإن كان هذا مَطْلَبا شديدا .
قال سُفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشدّ على مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تنقلب عليّ .
وعن يوسف بن أسباط قال : تخليص النية مِن فسادها أشدّ على العاملين مِن طول الاجتهاد .

ثانيا : يَمْضِي فيما أشار به عليه شيخه ؛ مِن تسجيل القرآن الكريم بِصوته ، فلعل الله ينفع به .
كم اهتدى مِن ضال بِسماع القرآن ؟
وأعرِف غير واحد كان لصوت بعض القُرّاء تأثير عليه ، بل وكان سبب توبته سَماع القرآن مِن أصوات بعض القُرّاء .
وقد يحفظ القرآن غيره بسبب سماع لتلاوته .

ثم إن ذلك مِن العِلْم الذي يتركه الإنسان بعد وفاته .
فكم نسمع مِن تلاوات القُرّاء الذين مات بعضهم منذ خمسين سنة ؟
وإذا صَدَقت النية وصَلح القَصد جَرَتْ حسنات ذلك العمل على الإنسان وهو في قبره .

وسبق :
هل يترك الإمامة لخوفه من الرياء أو عدم الخشوع ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4708

تركت إمامة الْمُصلِّين خوفا على نفسي مِن الرِّياء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13515

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية