عرض مشاركة واحدة

رولينا
الصورة الرمزية رولينا

رحمها الله


رقم العضوية : 45
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : Muslim world
المشاركات : 678
بمعدل : 0.13 يوميا

رولينا غير متواجد حالياً عرض البوم صور رولينا


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي حديث (استفتِ قلبك) هل يؤخذ به حين اختلاف العلماء في الحُكم ؟
قديم بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 08:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ..
إذا تعددت الفتيا حول أمر واحد واختلف العلماء حول حكمه كل منهم له رأي في هذه الحالة ما العمل ؟؟
وهل أفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" استفتي قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك "
أنه يجدي في مثل هذه الحالة من اختلاف العلماء ؟


الجواب :

عند اختلاف الفتوى يُنظر في الْمُفْتِي ؛ فيؤخذ برأي الأكثر وَرَعًا وتَقْوى وتَحَرِّيًا للدليل ولاتِّبَاع الكتاب والسنة
فإن تساووا يُنظر في أصول الشريعة
فإن كان الأمر يدور بين تحليل وتحريم ، فإن المسلم يحتاط لِـدِينه
عَمَلاً بقوله عليه الصلاة والسلام : الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقي المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم .
ومعنى " استبرأ لدِينِه وعِرضِه " : أي طلب البراءة والسلامة لِدِينِه وعِرضِه .
ولأن العلماء يُغلّبون جانب الحظر والمنع .
وتأتي مسألة ما يحيك في الصدر كما قال - عليه الصلاة والسلام - للنواس بن سمعان : البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . رواه البخاري تعليقاً .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الإثم حوازّ القلب .
أي أنه يبقى له أثر ويحـزّ في القلب وفي النفس ويتردد ولا يرتاح من فعله وإن أخذ بفتوى من أفتاه
ولذا قال عليه الصلاة والسلام لوابصة بن معبد رضي الله عنه : جئت تسألني عن البر والإثم ؟ قال : قلت : نعم . فجمع أصابعه الثلاث ، فجعل يَنْكُت بها في صدري ويقول : يا وابصة اسْتَفْتِ نَفْسَك ؛ الـبِرّ ما اطمأنّ إليه القلب ، واطمأنت إليه النفس ، والإثم ما حَاك في القلب وتَرَدَّد في الصدر ، وإن أفتاك الناس . رواه الإمام أحمد وغيره .
فما تردد في النفس يُترك لقوله عليه الصلاة والسلام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة . رواه الإمام أحمد وغيره .
وعلى سبيل المثال :
مسألة تصوير ذوات الأرواح بآلات التصوير الحديثة ( الكاميرات ) وقع الخلاف فيها
فإذا أجرينا القاعدة السابقة أخذنا بقول مَن مَنع منه ، ومَن قال بالتحريم طلبا للسلامة ؛ ولأن الأدلة تؤيد الحظر والمنع .
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة بعنوان : رفع الملام عن الأئمة الأعلام
تكلم فيها عن خلاف العلماء ، وعن أسبابه
وموقف المسلم تجاه الخلاف .
وأما اختلاف العلماء فهو رحمة من حيث أن الإنسان إذا وقع في خطأ ما في مسألة معيّـنة فإنه يوجد له رُخصة من هذا الباب .
وإلا فإن الخلاف شــرّ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .
وسبق :
كيف يمكن لي اختيار الفتوى الصحيحة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6186

كيف يُردّ على مَن يقول ( استفتِ قلبك و إن أفتاك الناس ) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6185

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض




رد مع اقتباس