عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشاد العِبارات والألفاظ
افتراضي ما صحة هذه العبارة : (الله) هو الذي كتب قصة حياتك فتأدب عندما ترويها ؟
قديم بتاريخ : 13-10-2016 الساعة : 12:30 AM

السلام عليكم شيخنا : لو تفضلتم هل القول التالي يجوز ؟ لو قال قائل :
( الله) هو الذي كتب قصة حياتك فتأدب عندما ترويها .
وجزيتم خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هذا لا يصح معنى ولا مبنى ؛ فلا يصح من جهة المعنى ، ولا يصح من جهة اللفظ .
فمن جهة اللفظ ؛ فيه سوء أدب مع الله .
ومِن جهة المعنى ؛ فإن حياة الإنسان وما فيها من أحداث ليست كلها مما يُحبها الله ويريدها إرادة شرعية ، فإن الله جعل للإنسان إرادة ومشيئة واختيارا ، وإن كانت داخلة تحت مشيئة الله وإرادته .
ولذا لا يصح أن يُقال : إن الله أراد حياة هذا الإنسان كما هي ؛ لأن الله عزَّ وَجَلّ لا يُريد المعصية إرادة شرعية ، ولا يُحبها ولا يرضاها ، ولذلك نهى عنها .
فيكون الإنسان هو المسؤول عنها .
ولذلك قال الله عزَّ وَجَلّ في الحديث القدسي : يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . رواه مسلم .

قال ابن رجب رحمه الله : وَقَوْلُهُ : " فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاّ نَفْسَهُ " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ مِنَ اللَّهِ فَضْلٌ مِنْهُ عَلَى عَبْدِهِ ، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ لَهُ ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ آدَمَ مِنَ اتِّبَاعِ هَوَى نَفْسِهِ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا يَرْجُوَنَّ عَبْدٌ إِلا رَبَّهُ، وَلا يَخَافَنَّ إِلا ذَنْبَهُ . فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ تَوْفِيقَ عَبْدٍ وَهِدَايَتَهُ أَعَانَهُ وَوَفَّقَهُ لِطَاعَتِهِ ، فَكَانَ ذَلِكَ فَضْلا مِنْهُ ، وَإِذَا أَرَادَ خِذْلانَ عَبْدٍ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ ، وَخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، فَأَغْوَاهُ الشَّيْطَانُ لِغَفْلَتِهِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ، وَكَانَ ذَلِكَ عَدْلا مِنْهُ ، فَإِنَّ الْحُجَّةَ قَائِمَةٌ عَلَى الْعَبْدِ بِإِنْزَالِ الْكِتَابِ ، وَإِرْسَالِ الرَّسُولِ ، فَمَا بَقِيَ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ . اهـ .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس