عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــوم
افتراضي أفطرت في رمضان جهلاً منّي بوجوب الصيام فماذا يلزمني ؟
قديم بتاريخ : 23-04-2013 الساعة : 05:55 PM


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أرجوا ترشدني في أمري
جرت العادة في بلادنا أن الفتاة لا تعتبر بالغة إلا إذا رأت الحيض ، وكذلك فعلت فلم أصم حتى رأيت الحيض علما أنني كنت أجهل باقي علامات البلوغ وبذلك لم أصم الرمضانات التي تحققت فيها باقي العلامات جهلا مني لذلك لا تعمدا شيخنا الفاضل هل علي قضاء تلك الأيام التي كنت قد بلغت فيها دون علم (يعني التي تحققت فيها باقي العلامات دون الحيض) ؟
وإذا كان يجب علي القضاء فسيكون حوالي ستون يوما و ها هو رمضان على الأبواب ولن أستطيع إكمال صيام 60 يوما كلها فهل سيكون علي فدية إن دخل رمضان هذا ولم أكمل ما علي من صيام ؟ علما أنني طالبة ولا املك دخلا فرديا وكذلك أجد صعوبة في الصيام فأمي تمنعني بحجة أن ذلك يضعفني فهل فعلا هذه الأيام تبقى في ذمتي أم أعذر للجهل ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إذا كنت جاهلة بالحكم فلا شيء عليك .
ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه ، قال : لَمَّا نَزَلَتْ : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلاَ يَسْتَبِينُ لِي ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ ! إِنَّمَا هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ .
وضُبِطت : " إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ " .
قال النووي : وَفِي أَكْثَرِ النُّسَخِ أَوْ كَثِيرٍ مِنْهَا : " إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ " وَفِي بَعْضِهَا : " إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ ، وَلَهُ وَجْهٌ أَيْضًا مَعَ قَوْلِهِ عَرِيضٌ ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْوِسَادَةِ الْوِسَادُ ، كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى ؛ فَعَادَ الْوَصْفُ عَلَى الْمَعْنَى لا عَلَى اللَّفْظِ . اهـ .

وروى البخاري ومسلم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) ، وَلَمْ يُنْزَلْ : (مِنَ الْفَجْرِ) ، وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ ، وَلاَ يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ (مِنَ الْفَجْرِ) ، فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ .
ولم يُؤمروا بالقضاء .

قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
موانع التكليف :
للتكليف موانع منها : الجهل والنسيان والإكراه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " . رواه ابن ماجه والبيهقي وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته .
فالجهل : عدم العلم ، فمتى فعل المكلَّف مُحَرَّما جاهلاً بتحريمه فلا شيء عليه ، كمن تكلم في الصلاة جاهلاً بتحريم الكلام ، ومتى ترك واجباً جاهلاً بوجوبه لم يلزمه قضاؤه إذا كان قد فات وقته ، بدليل أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمر المسيء في صلاته وكان لا يطمئن فيها لم يأمره بقضاء ما فات من الصلوات ، وإنما أمره بفعل الصلاة الحاضرة على الوجه المشروع . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس