|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 27-10-2018 الساعة : 07:20 AM
لا يَنْفَع إلاّ الإخلاص لله عَزّ وَجَلّ
💎 لَمّا هَرَب عِكْرمة بن أبي جهل مِن النبي صلى الله عليه وسلم ، رَكِب البَحْر ، فأصَابَتْهُم عَاصِف ، فقال أهل السّفِينة : أخْلِصُوا ، فإن آلِهَتَكم لا تُغْنِي عنكم شيئا !! فقال عِكْرمة : لئن لم يُنَجّنِي في البَحْر إلاّ الإخلاص لا يُنَجّني في البَرّ غيره ، اللهم إن لك عليّ عَهدا إن أنت عافَيتَني مما أنا فيه لآتِينّ محمدا حتى أضَع يَدِي في يَدِه . رواه البَزّار والنسائي في " الكبرى " وأبو يَعلَى في " مُسْنَده " والبيهقي .
🔸 قال ابن القيم : التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه .
فَأَما أعداؤه فيُنَجّيهم مِن كُرَب الدُّنْيَا وشدائدها (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) .
وَأما أولياؤه فيُنَجّيهم بِهِ مِن كُرُبَات الدُّنْيَا وَالآخِرَة وشدائدها ؛ وَلذَلِك فَزِع إِلَيْهِ يُونُس فنَجّاه الله مِن تِلْكَ الظُّلُمَات ، وفَزِع إِلَيْهِ أَتْبَاع الرُّسُل فنَجَوا بِهِ مِمَّا عُذّب بِهِ الْمُشْركُونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا أعدّ لَهُم فِي الآخِرَة .
وَلَمّا فَزِع إِلَيْهِ فِرْعَوْن عِنْد مُعَاينَة الْهَلاك وَإِدْرَاك الْغَرق لَهُ ؛ لم يَنْفَعهُ ؛ لأَن الإِيمَان عِنْد المعاينة لا يُقْبَل ؛ هَذِه سُنّة الله فِي عِبَاده .
فَمَا دُفِعَت شَدَائِد الدُّنْيَا بِمِثل التَّوْحِيد ، وَلذَلِك كَانَ دُعَاء الكرب بِالتَّوْحِيدِ ، ودعوة ذِي النُّون الَّتِي مَا دَعَا بهَا مَكْرُوب إِلاّ فرّج الله كَرْبه بِالتَّوْحِيدِ .
فَلا يُلْقِي فِي الكُرَب الْعِظَام إِلاّ الشّرك ، وَلا يُنَجّي مِنْهَا إِلاّ التَّوْحِيد . فَهُوَ مفزع الْخَلِيقَة ومَلْجَؤها وحِصْنها وغِيَاثها .
|
|
|
|
|