عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1440  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-01-2020 الساعة : 07:28 AM

لا يُغني حذر مِن قَدَر

💎 وصَدَقَ اللهُ : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)

قال الإمام التابعي الْمُفَسِّر مُجَاهِد بن جَبْر : كان فيمن قبلكم امرأة , وكان لها أجِير ، فوَلَدت جارية فقالت لأجيرها : اقتَبِس لنا نَارا . فخَرج فَوَجد بالباب رَجُلا ، فقال له الرجل : ما وَلَدت هذه المرأة ؟ قال : جارية ، قال : أما إن هذه الجارية لا تَموت حتى تَبْغِي بِمِائة ، ويَتَزَوّجها أجِيرُها , ويكون مَوْتها بِالعَنكبوت !
قال : فقال الأجير في نفسه : فأنا أُرِيد هذه بعد أن تَفجُر بِمِائة ؟! فأخذ شِفْرَة فَدَخل فَشَقّ بَطْن الصّبِيّة . وعُولِجَت فَبَرِئت ، فَشَبّت ، وكانت تَبْغِي ، فأتت ساحِلا مِن سَوَاحل البَحر ، فأقامت عليه تَبْغِي ، ولَبِث الرّجل ما شاء الله ، ثم قَدِم ذلك السّاحل ومعه مال كثير ، فقال لامْرَأة مِن أهل السّاحِل : ابْغِيني امرأة مِن أجْمَل امرأة في القَرْية أتَزَوّجها ، فقالت : ههنا امرأة مِن أجْمَل الناس ، ولكنها تَبْغِي . قال : ائتِيني بها . فأتَتْها فقالت : قد قَدِم رَجُل له مال كثير , وقد قال لي كذا , فقلت له كذا . فقالت : إني قد تَرَكتُ البِغَاء ، ولكن إن أراد تَزَوّجته .
قال: فتَزَوّجها ، فَوَقَعت منه مَوقِعا , فبَيْنا هو يوما عندها ، إذْ أخْبَرَها بِأمْرِه ، فقالت : أنا تلك الجارية ، وأرَته الشَقّ في بَطْنها , وقد كُنت أبْغِي , فما أدري بمائة أو أقل أو أكثر .
قال : فإنه قال لي : يكون مَوتها بِالعَنْكبوت . قال : فَبَنَى لها بُرْجًا بِالصّحراء وشَيّده ، فبَيْنَما هُمَا يَومًا في ذلك البُرْج ، إذا عَنْكَبوت في السّقْف فقالت : هذا يَقْتُلني ؟ لا يَقْتُله أحدٌ غَيْرِي ، فَحَرّكَته فَسَقَط ، فَأتَته فَوَضَعت إبهام رِجْلِها عليه فَشَدَخَته ، وسَاح سُمّه بَيْن ظُفرِها واللحم ، فاسْوَدّت رِجْلَها ، فَمَاتَت . رواه ابن جرير في " تفسيره " .

🟤 وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ) : فَعَرّفَهم بِذلك أن الآجال مَتَى انْقَضَت فلا بُدّ مِن مُفَارَقة الروح الْجَسَد ، كان ذلك بِقَتل أوْ مَوْت أو غير ذلك مما أجْرَى الله العادة بِزُهُوقِها به . اهـ .

🔴 وقال ابن كثير : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) لا يُغْنِي حَذَر وتَحَصّن مِن الْمَوت ..
☑️ والمقصود : أن كل أحد صائر إلى الموت لا مَحَالة ، ولا يُنجِيه مِن ذلك شيء ، وسَواء عليه جَاهَد أو لم يُجَاهِد ، فإن له أجَلا مَحْتوما ، وأمَدًا مَقْسُوما ، كما قال خالد بن الوليد رضي الله عنه حين جاء الموت على فَراشِه : لقد شهدت كذا وكذا مَوْقِفا ، وما مِن عُضو مِن أعضائي إلاّ وفيه جُرح مِن طَعْنة أو رَمْيَة ، وها أنا أمُوت على فِرَاشي ، فلا نَامَت أعْيُن الْجُبَنَاء . اهـ .

💡 قال التِّرْمِذِيّ : إذا جَاء الْقَدَر عَمِي الْبَصَر ، وإذا جَاء الْحَيْن غَطَّى الْعَيْن .

🎙 خُطبة عن المرض والوباء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13628

رد مع اقتباس