|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 13-05-2020 الساعة : 06:40 AM
تلك دِيار القَوم وآثارهم
💎 جمَع أبو الدرداء رضي الله عنه أهل دِمشق فقال : اسْمَعُوا مِن أخٍ لكم ناصِح ، إنكم تَجْمَعون ما لا تأكُلُون ، وتأملُون ما لا تُدْرِكُون ، وتَبْنُون ما لا تَسْكُنون ، فإن مَن كان قبلكم جَمَعوا كَثيرا ، وأمّلُوا بَعيدا ، وبَنَوا شَدِيدا ، فأصبَح جَمْعُهم بُورا ، وأصْبح أمَلُهم غُرُورا ، وأصبَحت دُورُهم قُبُورًا .
ثم قال : ألاَ إن عادًا مَلأت ما بَيْن عَدَن وعُمَان خَيلا ورِكَابا ، فمن يَشتَري مِنّي مِيرَاث عادٍ بِدَرْهَمَيْن ؟! رواه أبو داود في " الزهد " .
💎 وفي رواية : أنّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لَمَّا رَأَى مَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُونَ فِي الْغَوْطَةِ مِن الْبُنْيَان وَنَصْب الشَّجَر ، قَامَ فِي مَسْجِدِهِم فَنَادَى : يَا أَهْلَ دِمَشْقَ ! فَاجْتَمَعُوا إليه ، فَحَمِد اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيه ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْتَحْيُون أَلاَ تَسْتَحْيُونَ ، تَجْمَعُونَ مَا لا تَأْكُلُون ، وَتَبْنُون مَا لا تَسْكُنُونَ ، وَتَأْمَلُون مَا لا تُدْرِكُون ، قَدْ كَانَتْ قَبْلَكُم قُرُونٌ يَجْمَعُونَ فَيُوعُون ، وَيَبْنُونَ فَيُوثِقُونَ ، وَيُأمِّلُونَ فَيُطِيلُونَ ؛ فَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا ، وَأَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا ، وَأَصْبَحَت مَسَاكِنُهم قُبُورا . إلاَ أن عادًا مَلَكَت ما بَيْنَ عَدْنَ وَعُمَانَ خَيْلا وَرِكَابًا ، فمَن يَشْتَرِي مِنِّي مِيرَاثَ عَادٍ بِدِرْهَمَيْن . رواه ابن حاتِم في " التفسير " وأبو نُعيم في " حلية الأولياء " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .
🏡 تأمّل هذه البيوت .. لقد كانت يومًا تَسُرّ الناظِرين ، وتَلفِت انتباه السّالِكين ، وكان أهلها ملء سَمْع الدنيا وبصَرِها ، فمَاتُوا وتَرَكُوها ، فأصبَحَت خَرَابا ، لا يَلْتَفِت إليها عابِر ، ولا يَرغب في سُكناها أحَد .
وهكذا حال الدنيا ، تَبْلَى ثِيابُها ، ويهرَم شَبَابها ، ويَفنَى عُمّارُها ..
فليست بِدارِ مَقَرّ ، بل هي دار عُبور ومَمَرّ ..
فالْتَمِسُوا دارا لا تَبْلَى ثِيابُها ، ولا يهرَم شَبَابها ، ليس فيها تَعَب ولا نَصَب ..
وَصَفَ خالِقُها ومَالِكُها أهْلَهَا ، فقال : (لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)
🔶 قال ابن القيم عن أهل الجَنّة : وإن سَألْتَ عن وُجُوه أهْلِها وحُسْنِهم ؛ فَعَلَى صُورة القَمَر .
وإن سَألْتَ عن أسْنَانِهم ؛ فأبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم عليه السلام أبي البشر .
وإن سَألْتَ عن سَمَاعهم ؛ فَغِنَاء أزْوَاجِهم مِن الْحُور العِين ، وأعلَى مِنه سَمَاع أصْوَات الملائكة والنّبِيّين ، وأعلى مِنْهُما خِطَاب رَبّ العالمين .
وإن سَألْتَ عن حُلِيّهم وشَارَتهم ؛ فأسَاوِر الذّهب واللؤلؤ على الرّؤوس مَلابِس التّيجَان .
(حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)
كانوا هنا ثم ارتحلوا
مقطع قصير في أقل من 3 دقائق
https://youtu.be/V8h5cbwVpdU
|
|
|
|
|