عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : محب السلف المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي شرح منهج السالكين (2)
قديم بتاريخ : 23-03-2010 الساعة : 09:03 PM

الدرس الثاني من شرح كتاب منهج السالكين


قال المصنف رحمه الله :
كتاب الطهارة
الشرح :
هذا التبويب ليس في بعض النُّسخ
وفي بعض نسخ الكتاب ( فصل ) بدل ( كتاب الطهارة )
والكتاب هو ما يضم الفصول والأبواب
والأليق أن يكون فصلا مما تقدّم
ثم يأتي كتاب الطهارة
لأن هذه الأشياء التي يذكرها المصنف لا علاقة لها بالطهارة علاقة مباشرة
قال الشيخ رحمه الله :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
بُني الإسلام على خمس
الشرح :
البناء يكون للشيء المعنوي ، ويكون للشيء الحسي

وهنا البناء معنوياً

وهو مبني للمجهول ( بُـنِـيَ )
وهذه دعائم الإسلام وأركانه العِظام التي لا يقوم إلا بها .
والإسلام هو دين الأنبياء بالمعنى العام ، وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم بالمعنى الخاص ، وتفصيل ذلك في شرح الأصول الثلاثة .
والإسلام إذا أُطلق فإنه يشمل الإسلام والإيمان
ومثله الإيمان إذا أُطلق
وإذا ذُكرا جميعاً فإن الإسلام يُطلق على الأعمال الظاهرة ( الصلاة والزكاة والصيام والحج )
والإيمان يُطلق على الأعمال الباطنة ، كالخوف والرجاء والإنابة والخشية والتوكّل ونحوها من أعمال القلوب .
وقد يسأل سائل : ما هو الإسلام ؟
والجواب : هو الدين المبني على هذه الأركان القائم عليها وعلى تحقيقها .
ثم جاء التفصيل بعد الإجمال ، أي تفصيل الخمس التي بُني عليها :
قال الشيخ رحمه الله :
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
الشرح :
وفي رواية لمسلم : بُني الإسلام على خمس : على أن يعبد الله ويكفر بما دونه ... الحديث .
هذه شهادة التوحيد التي لا يصح إسلام شخص إلا بتحقيقها .

لقوله عليه الصلاة والسلام : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله . رواه البخاري ومسلم .
وشهادة التوحيد ( لا إله إلا الله ) تتضمن النفي والإثبات
نفي الآلهة ( لا إله ) وإثبات وحدانية الله ( إلا الله )
ومعناها : لا معبود بحق إلا الله .
ولها شروط وبسط ذلك في كُتب التوحيد .
والتوحيد هو أهم المهمات ، وهو أولى ما يشتغل به طالب العلم في تعليمه ودعوته ، إذ أن الرسل أول ما دعوا إلى توحيد الله عز وجل ، فكل نبي قال لقومه : ( اعْبُدُواْاللّهَمَالَكُممِّنْإِلَـهغَيْرُهُ ) قبل أن يأتيهم بالتشريع .
وقال عز وجل : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)
وشهادة أن محمداً رسول الله هي ضمن شهادة التوحيد ، وهي داخلة في الركن الأول من أركان الإسلام .
ومعناها : تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر ، وطاعته فيما أمره ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر .
وهي مُستلزمة لمحبته عليه الصلاة والسلام .
وسيأتي مزيد بيان وإيضاح في كلام المؤلف رحمه الله
قال الشيخ رحمه الله :
وإقام الصلاة
هذا هو الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهو أعظم الأركان بعد الشهادتين ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها وصلّوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرُمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . رواه البخاري .
وقد جعلها الله حدّاً فاصلاً بين الإيمان والكفر
وجعلها علامة على قبول توبة المشرك وإسلامه فقال : (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)
ولم يكن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يرون شيئا من الأعمال تركه كُفر إلا الصلاة ، كما نقله عنهم التابعي الجليل شقيق بن عبد الله البلخي .
وما ذلك إلا لأن الصلاة لا يُعذر أحد بتركها بخلاف الزكاة والصيام والحج .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبّر بـ " الـتّـرك " فمجرّد الترك عمداً من غير عُذر كفر بالله العظيم .
وعلى هذا القول جمهور الصحابة رضي الله عنهم
ومما يدلّ على أهمية الصلاة أنها فُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة ، وفُرضت عليه لما عُرج به .
وهي صِلة بين العبد وبين ربّـه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغير على قوم انتظر فإن سمع أذاناً وإلا أغار .
ومع ذلك ميزان الصلاة وقدرها ضعيف في نفوس كثير من المسلمين .
قال الشيخ رحمه الله :
وإيتاء الزكاة
الشرح :
هذا هو الركن الثالث من أركان الإسلام
وهي – بحمد الله وفضله ومِنّته – لا تجب إلا على أهل الزكاة ، فالفقير لا تجب عليه
ثم إنه رُوعي فيها حظ الفقير ، وحق الغني
فلم يُجحف بالغني ، ولم يُترك الفقير
وهي في اللغة : النماء والزيادة
وشرعاً : قدر من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص .
ثم إنها لا تجب في كل مال
فلا تجب في مال لم يبلغ النِّصاب
ولا في ما لم يتم ملكه
ولا في مال لم يحُل عليه الحول ، إلا في الزروع والثمار والركاز
كما لا تجب في المواشي إلا بعدد مُعين وأن تكون سائمة أغلب الحول .
فشروط وجوب الزكاة في المال ثلاثة :
تمام الملك
بلوغ النصاب
حولان الحول
فكلّ هذا من التخفيف والتيسير في التشريع
قال الشيخ رحمه الله :
وصوم رمضان
الشرح :
وهذا هو الركن الرابع
وعند بعض العلماء يعدّونه الركن الخامس ويُقدّمون الحج ، وستأتي الإشارة إلى الرواية .
والصوم لغة هو الإمساك

وشرعاً : إمساك مخصوص في زمن مخصوص بِنيّـة .
وصوم رمضان أي شهر رمضان ، وهذا يدلّ على جواز قول : رمضان ، دون تقييده بشهر .
وهذا الصيام تهذيب للنفس ، وكبح لجماحها ، وتربية وتهذيب لها .
وأول ما شُرع الصيام كان على التخيير من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم ثم فُرض على الناس ، إلا أنه خُفف عن الحامل والمرضع والمريض والمسافر .
وخُفف عن الحائض والنفساء أن تُفطر وتقضي وجوباً .
وهذا أيضا من يسر الإسلام .
قال الشيخ رحمه الله :
وحج البيت
الشرح :
المقصود البيت العتيق ، أو البيت الحرام
وإذا أُطلق البيت في نصوص الوحيين قُصد به الكعبة .
وهو فرض على المستطيع ، فإن الله سبحانه وتعالى قيّده بالاستطاعة ، وهذا أيضا من يسر التشريع .
والحج هو القصد في اللغة
وشرعا : قصد الكعبة بصفة مخصوصة في زمن مخصوص بشروط مخصوصة .
وسيأتي تفصيل أكثر في مواضع هذه الأركان من هذا الكتاب .
قال الشيخ رحمه الله :
متفق عليه .
الشرح :
هذه رواية مسلم
وأما رواية البخاري فهي بلفظ : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان .
وهي كذلك في رواية عند مسلم أيضا ، أي بتأخير ذكر الصيام .
وقوله : متفق عليه

أي اتفق على روايته الشيخان ، يعني البخاري ومسلم .
فإذا قيل : متفق عليه ، فيُقصد أن البخاري ومسلم أخرجاه عن نفس الصحابي ، ولو بزيادة أو نقص أو تقديم وتأخير أو اتفقا على إخراجه بالمعنى عن نفس الصحابي .
أما إذا اختلف الصحابي ، كأن يرويه البخاري عن ابن عمر ، ويرويه مسلم عن أبي هريرة ، فلا يُقال حينئذ :
( متفق عليه )
وإذا قيل أيضا : رواه الشيخان ، أو رواه البخاري ومسلم ، فكذلك عن نفس الصحابي .
والمتفق عليه أعلى درجات الصحة في الحديث النبوي .


رد مع اقتباس