عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1801  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-10-2020 الساعة : 06:42 AM

قوّ قَلْبك ، ولا تَهُولنّك الشياطِين !

💎 قال ابن مَسْعُود رضي الله عنه : لَقِيَ رَجُلٌ مِن أصْحَاب محمد صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِن الْجِنّ ، فَصَارَعَه فَصَرَعَه الإنْسِيّ . فقال لَه الإنْسِيّ : إني لأَرَاك ضَئِيلا شَخِيتًا ، كَأنّ ذُرَيْعَتَيْكَ ذُرَيْعَتَا كَلْب ، فَكَذَاك أنْتُم مَعْشَر الْجِنّ ، أمْ أنْت مِن بَيْنِهِم كَذَلِك ؟ قال : لا وَاللَّه إني مِنْهُم لَضَلِيع ، وَلَكِن عَاوِدْنِي الثَّانِيَة ، فَإن صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُك شَيْئًا يَنْفَعُك . فَعَاوَدَه فَصَرَعَه ، قال : هَات عَلِّمْنِي .
قال : نَعَم ، قال : تَقْرَأ : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة: 255] ؟
قال : نَعَم .
قال : فَإنّك لا تَقْرَؤُها فِي بَيْت إلاّ خَرَج مِنْه الشّيْطَان ، لَهُ خَبَجٌ كَخَبَج الْحِمَار ، ثُم لا يَدْخُلُه حتى يُصْبِح . رواه الدارمي ، وقال : الضَّئِيلُ : الدَّقِيقُ ، وَالشَّخِيت : الْمَهْزُول ، وَالضَّلِيعُ : جَيّدُ الأَضْلاعِ ، وَالْخَبَج : الرِّيح .

🔸 وذَكَر القرطبي رواية : فَقِيل لِعَبْد اللّه : أهُو عُمَر ؟ فقال : مَا عَسَى أنْ يَكُون إلاّ عُمَر !

📌 وحَمَل العلماء نَهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُسافِر الرّجُل وَحدَه ، وأن يَبِيت وَحدَه : على مَن كان ضَعيف القلب خَوّافا خَوّارا ..

🔵 قال ابن بطّال : السائر في فَلاةٍ وَحدَه ، والبائت في بَيْت وَحدَه إذا كان ذا قَلْب مَخِيف ، وفِكر رَديء لم يُؤمَن أن يكون ذلك سببًا لِفساد عَقْله ...
وأيضا : فإن الناس مُخْتَلِفو الأحوَال ، مُتَفَاوِتو الأسباب ؛ فمِن كَمِيٍّ بَاسِل لا يَهوله هائل ، ولا يُبْقِي غَوْل غائل ، فهو لا يُبالي وَحدَه سَلَك الْمَفَاوِز أو في عَسْكَر ؛ فَذَلك الذي أذِن عُمَر في السّيْر لِمِثْله مِن المدينة إلى الكُوفة ...
ومِن مَخِيفِ الفُؤاد يَرُوعه كُلّ مَنْظَر ، ويَهُولُه كُلّ شَخْص ، ويُفْزِعُه كُلّ صَوْت ؛ فذلك الذي يَحْرُم عليه أن يُسافِر وَحْده .
ويُمْكن أن يكون الذي نَهَاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَبِيت وَحْده كان بِهذِه الصّفَة .
ومَن أخَذ بَين ذلك الاحتياط له في نفسِه ودِينه تَرَك السّفَر وَحدَه ومع آخَر أيضًا .
فمَن كان الأغلب عليه الشّجاعة والقُوّة لم يكن إن شاء الله حَرِجًا ولا آثِمًا ، ومَن كان الأغلب مِن قَلبه الْهَلَع ، ومِن نَفْسِه الْخَوَر خَشِيتُ عليه في السّفَر وَحدَه الإثْم والْحَرَج ، وأن يُورِثه ذلك العِلل الرّدِيّة .
(شرح صحيح البخاري)

رد مع اقتباس