عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : التائبة لربها المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-09-2015 الساعة : 07:38 AM

الجواب :

مِن الأعمَال التي تُوجِب لصاحبه الخلود في النار :

1 - الشِّرْك بالله ، ومِنه : دعاء الأموات ، والطَّواف بالقبور ، واعتقاد النفع والضرّ بالْخَرَز والتمائم ونحوها .
قال الله عزَّ وجَلّ : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ . رواه البخاري .

2 - الرِّدّة عن دِين الإسلام إذا مات على ذلك .
قال تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .

3 - عَمَل السِّحر والرِّضا به .
قال الله تعالى : (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس مِنا مَن تَطيّر أو تُطير له ، أو تَكَهن أو تُكُهّن له ، أو سَحَر أو سُحِر له . رواه البَزّار والطبراني ، وصححه الألباني .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ . رواه البخاري ومسلم .

4 - الاستكبار عن آيات الله وشَرْعه .
قال عزَّ وجَلّ : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
وقال سبحانه وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) .
وقال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا) .
وقال تبارك وتعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) .

5- تصديق الكَهَنة والعرَّافين والسَّحرة ؛ لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَن أتى كاهِنا أو عَرَّافا فَصَدَّقه بِما يَقول ، فقد كَفَر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

6 - تفضيل الكفار على المسلمين ، وتصحيح ما عليه الكفار مِن دِين .
قال تبارك وتعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) .

7 – تَرْك الصلاة .
قال الله تعالى عن المشركين : (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) .
وإذا سُئل أهل النار : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) أجابوا أوّل ما يُجِيبون : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) .
وتَرْك سائر فرائض الإسلام مع القُدرة عليها ؛ فتَرْك الزكاة ، وتَرْك الصيام ، وتَرْك الحج ، بلا عُذر ، يُخرِج مِن الإسلام .

إلى غير ذلك مما يُخرج عن دِين الإسلام .

وأما الأعمال التي يَستحق صاحبها بها النار ، فهي كثيرة ، ومِن أعظمها :

1 - الكذب والافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والقول بِغير عِلْم .
قال تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) .
وقال سبحانه وتعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) .

ويدخل في ذلك التحليل والتحريم مِن غير دليل .
قال عزَّ وجَلّ : (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
والكذب على رسول الله ليس مثل الكذب على غيره ؛ لأن الكذب على رسول الله كَذِب على شَرْع الله ودِينه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كَذِبا عليّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ . مَن كَذَب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري ومسلم .

ومن الأعمال التي يَستحق صاحبها بها النار :

2 - قَتْل النفس المعصومة بِغير حقّ .
قال تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .
وفي السَّبع الْمُوبِقَات : وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ .

3 - أكل أموال اليتامى .
قال عزَّ وجَلّ : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
وفي السَّبع الْمُوبِقَات : وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ .

4 – أكل أموال الناس بالباطل .
5 – عدم أداء زكاة المال .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ . رواه البخاري ومسلم .

6 – اليمين الفاجرة لاقْتِطَاع مالِ مُسلم .
قال الإمام البخاري : باب اليمين الغَمُوس ، (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) دَخَلاً : مَكْرًا وخِيانة .
ثم روى بإسناده إلى أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ يَمِينَ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ .
قَالَ : فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ : مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْنَا : كَذَا وَكَذَا . قَالَ : فِيَّ أُنْزِلَتْ ، كَانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيِّنَتُكَ أَوْ يَمِينُهُ ، فَقُلْتُ : إِذًا يَحْلِفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهْوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ .
والحديث رواه مسلم أيضا .

وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من اقتطع حق امرئ مسلم بِيَمِينِه ، فقد أوْجَب الله له النار ، وحَرَّم عليه الجنة ، فقال له رجل : وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله ، ؟ قال : وإن قَضِيبا مِن أرَاك . رواه مسلم .
وفي رواية لأحمد والنسائي : وإن كان سِوَاكًا مِن أرَاك .

7 - أكل الربا .
قال الله عزَّ وجَلّ : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
وفي السَّبع الْمُوبِقَات : وَأَكْلُ الرِّبَا .

8 - قَذْف الناس ، واتِّهامهم في أعراضهم .
قال تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
وسَبَق في السَّبع الْمُوبِقَات : وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ .

9 - التَّوَلِّي والفِرار مِن قِتال الكفار يَوْمَ الزَّحْفِ .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) .
وسَبَق في السَّبع الْمُوبِقَات : وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ .

10 - عقوق الوالدين .
11 - شهادة الزور .
قال جَلّ جلاله : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث الآخر : ثَلاثٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَلا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – فَذَكَر منهم : الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ . وسيأتي الحديث بِتمامه .

12 – النياحة على الأموات ، وشقّ الجيوب ، وحَلْق الشعر عند المصائب .
وقد بَرِيء رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ . رواه مسلم .
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخامِشةَ وَجهها ، والشاقَّة جَيبها ، والدَّاعيةَ بالوَيل والثبور . رواه ابن ماجه وابن حبان ، وهو حديث حسن .

13- تشبّه الرِّجال بالنساء ، وتشبّه النساء بالرِّجال .
14 - الدِّياثة وإقرار الفاحشة في الأهل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاثٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَلا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ - الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ - ، وَالدَّيُّوثُ ، وَثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ ، وَالْمُدْمِنُ الْخَمْرَ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .

15- إدمان الخمر والْمُخدِّرات .
قال عليه الصلاة والسلام : مَن لَقِي الله مُدمِن خَمْر لَقِيه كَعَابد وَثَن . رواه عبد الرزاق والإمام أحمد وابن حبان ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
ورواه ابن ماجه مِن حديث أبي هريرة رضيَ اللّهُ عنه . وحسنه الألباني .

16 - قطيعة الرَّحم .
قال عليه الصلاة والسلام : لا يدخل الجنة قاطِع . رواه البخاري ومسلم ، زاد مسلم في رواية : قال ابن أبي عمر : قال سفيان : يعني قاطِع رَحِم .

وكم من الناس اليوم يَهْجر والديه أو إخوانه أو مَن تَجب عليه صِلَتهم ، بسبب أمور تافهة ، فيقع في قطيعة الرَّحم التي هي مِن كبائر الذنوب ، وقد يستمر هذا التقاطع والتهاجر سنوات عديدة .

17 – الزنا .
قال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) .
وقال عزَّ وجَلّ : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) .
وقد سأل ابنُ مسعود رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله نِدًّا وهو خَلَقك . قال : قلت له : إن ذلك لعظيم . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تَقْتل وَلَدك مَخَافة أن يَطعم معك . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تُزاني حَليلة جَارِك . فأنزل اللهُ تصديقَ ذلك : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) . رواه البخاري ومسلم .

قال ابن القيم رحمه الله : فأمَّا سبيل الزِّنا فأسوأ سبيل ، ومَقِيل أهلها في الجحيم شرّ مَقيل ، ومُسْتَقَرّ أرواحهم في البرزخ في تَنُّور مِن نَار ، يأتيهم لَهَبها مِن تحتهم ، فإذا أتاهم اللَّهَب ضَجُّوا وارتفعوا ، ثم يَعودون إلى مَوضِعهم ، فهم هكذا إلى يوم القيامة ، كما رآهم النبي في مَنامِه ، ورُؤيا الأنبياء وَحْي لا شك فيها . اهـ .

18 – مَحبّة انتشار الفواحش بين المسلمين ، وذلك بِنَشر الرذيلة ، وتزيين الفاحشة ، وتهوينها وتقريبها للناس ، وقد قال الله تعالى مُتَوَعِّدًا : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .

19 – الانتحار ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَن قَتَل نفسه بِحَديدة فَحَدِيدته في يَده يتوجّأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومَن شَرب سمًّا فَقَتل نفسه فهو يَتَحَسَّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومَن تَرَدّى مِن جَبَل فَقَتَل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . رواه البخاري ومسلم .

20 – الغلول مِن الغنيمة ، والسّرقة مِن المال العام ، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : كان على ثَقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة ، فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو في النار ، فذهبوا ينظرون إليه ، فوجدوا عباءة قد غَلَّها .
وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب ، قال : لَمَّا كان يوم خيبر ، أقبل نَفَر مِن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : فلان شهيد ، فلان شهيد ، حتى مَرّوا على رجل ، فقالوا : فلان شهيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلاّ ، إني رأيته في النار في بُردة غَلَّها ، أو عباءة .

21 – بناء المساجد على القبور ، ففي حديث رضي الله عنها قَالَتْ : لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , يُقَالُ لَهَا : مَارِيَةُ - وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ - فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا , فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : أُولَئِكَ إذَا مَاتَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِداً , ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَة ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم .

22 – مُفارَقة جماعة المسلمين ، ومُشاقّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومُنازعته فيما أتى به . قال الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .

23 - التهاون بِسَتْر العورات ، ويدخل في ذلك : التَّهتّك في اللباس .
24 – تقليد الكفار ، والتّشبّه بهم .
ففي الحديث : صِنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سِياط كأذناب البقر يَضْرِبُون بها الناس ، ونِساء كاسيات عاريات مُمِيلات مَائلات ، رُؤوسهن كأسْنِمة البُخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليُوجد من مسيرة كذا وكذا . رواه مسلم .
قال النووي : معنى (كاسيات) أي : مِن نعمة الله ، و (عاريات) مِن شُكرها . وقيل معناه : تَستر بعض بَدنِها ، وتَكشف بعضه ؛ إظهارا لجمالها ونحوه . وقيل : تلبس ثوبا رَقيقا يَصِف لَون بَدنِها . اهـ .

25 – ظُلْم الناس وتعذيبهم .
وأشدّه : ظُلْم الضعفاء الذين لا يستطيعون حيلة ولا انتصارا . قال تعالى : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
وفي الحديث السابق : صِنفان من أهل النار لم أرهما – فَذَكَر منهم - : قوم معهم سِياط كأذناب البقر يَضْرِبُون بها الناس .

ولَمّا مَرّ هشام بن حكيم بن حزام على أناس مِن الأنباط بالشام ، قد أُقِيمُوا في الشمس ، فقال : ما شأنهم ؟ قالوا : حُبِسُوا في الْجِزية ، فقال هشام : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : إن الله يُعذب الذين يُعذِّبون الناس في الدنيا . رواه مسلم .
وفي رواية له : مر بالشام على أناس وقد أُقِيمُوا في الشمس ، وصُبّ على رؤوسهم الزيت ، فقال : ما هذا ؟ قيل : يُعذَّبون في الْخَرَاج ، فقال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يُعذب الذين يُعذِّبون في الدنيا .

هذا وهُم كُفّار ، فكيف بِتعذيب المسلمين ؟
قال السندي : قوله : " يُعَذِّبُون الناس " : أي ولو كَفَرَة ، والمراد تَعذيبهم بلا مُوجب شرعي ، ومعلوم أن أخذ الجزية ليس مُوجِبًا لِتَعذيبهم شرعا . اهـ .
26 – كثرة اللعن .
27 – كُفران المرأة لِفضل زوجها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر النساء تَصَدَّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقلن : وبِمَ ذلك يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكْفُرن العشير . رواه البخاري ومسلم .

24 – الملعونات على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهن :
الواشِمات والمستوشِمات .
والنامِصات والمتنمِّصات .
والمتفلجات للحُسن الْمُغَيِّرات خلق الله .
الواصلة لِشَعرِها والموصولة .
الْمُتَشَبِّهات بالرجال .
الْمُتبَرِّجات .

وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل . رواه أبو داود .
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّجلة مِن النساء . رواه أبو داود .
وقال عليه الصلاة والسلام : شرّ نسائكم الْمُتَبَرِّجات الْمُتَخَيِّلات ، وهُن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلاّ مثل الغراب الأعْصَم . رواه البيهقي ، وهو صحيح .

28 - عموم ارتكاب الكبائر ، مثل :
الإسبال للرِّجال ، والْمَنّ بالعَطيّة ، والذي يُروِّج سِلعته بالأيمان الكاذبة ، وهذه قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضْي الله عَنه : فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ مِرَارًا . قَالَ أَبُو ذَرٍّ : خَابُوا وَخَسِرُوا ! مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ . رواه مسلم .

وكذلك : الرّشوة ، والغِيبة ، والنميمة ، والْبُهْتَان ، وعدم التَّنَزّه مِن البَول ، والتهاون بالصلاة والتكاسل عنها ، والْمَكْر والْخِدَاع والخيانة ، وعَمَل قوم لوط ، والْمُحَلِّل والْمُحَلَّل له في النكاح ، وأذيّة الجيران ، وانتهاك حُرُمات المسلمين .

وما كان مِن تلك الأفعال مُتعلِّقا بِحَقّ الله عزَّ وجَلّ ، ثم تاب مِنها صاحبها وأصْلَح ؛ فإن الله يتوب عليه .
وما كان مِنها مُتعلِّقا بِحَقّ مَخلوق ؛ فلا بُدّ فيها مِن أداء الحقوق إلى أهلها ، والتحلّل منهم ما أمكن ، وإصلاح ما تسبب في إفساده ، فإن الله لَمّا ذَكَر التوبة قَرَنَها بالإصلاح .

وسبق الجواب عن :
ما عقوبة مَن يشهد زورا ويُقسم بالله كَذِبا في المحكمة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2308

التداوي بِصَبّ الرصاص هل هو مِن الكهانة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6827

شرح الحديث 172 في البراءة مِمَّن تُظهِر الجزع عند المصيبة (الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ)
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/168.htm

ما هو حكم تارك الزكاة من غير جُحود و لا استحلال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8807

مَن المعنيون بـ " صلة الرّحم " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11820


ما الذي يُكفِّر الكبائر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6916

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس