عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي هل الصواب أن نقول في دعاء الاستفتاح : (وتعالى جَدك) بالفتح أم (وتعالى جِدك) بالكسر ؟
قديم بتاريخ : 30-06-2016 الساعة : 06:56 AM


هل هذا الكلام صحيح ؟
هناك خطأ شائـع في الصلاة في "دعاء الاستفتاح"
أغلب المصلين عند قول دعاء الاستفتاح يقولون : (وتعالى جَدُك) وهذا غير صحيح لأن الله ليس له جد ولا ابن ولا صاحب ولا ولد
فالصحيح هو: (وتعالى جِدُك) بكسر الجيـم
جِدُك : اي غناك
وما معنى وتعالى جدك ؟
وجزاك الله خيرا



الجواب :

وجزاك الله خيرا .

هذا غير صحيح ، لا مِن حيث الرواية ، ولا مِن حيث الفَهْم والدراية .
وعلى الإنسان أن لا يَنشر شيئا حتى يتأكّد مِما يَنشر ، ولا يبني على رأيه واجتهاده ، وإنما يَبني على كلام وفَهم أهل العِلْم .

فالصحيح أن يُقال : وتعالى جَدّك بِفتح الجيم ، بل رجّحه العلماء على كَسر الجيم في " جَدّك " ، وضَعّفوا كسر الجيم .
وممن ضعّف كسر الجيم : أبو عُبيد القاسم بن سلاّم وابن جرير الطبري وابن عبد البر والنووي .
ومما يُضعّف كَسر الجيم أنه جاء في القرآن بالفَتْح ، كما في قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا) .

ومثله قول : اللهم لا مانع لِمَا أعطيت ، ولا مُعطي لِمَا مَنعت ، ولا ينفع ذا الْجَدّ مِنك الْجَد . رواه البخاري ومسلم .

قال القاضي عياض : ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد : بالفتح على الرواية المشهورة .

وقال النووي : وقوله : " ذا الْجَدّ " المشهور فيه فَتح الجيم - هكذا ضبطه العلماء المتقدمون والمتأخرون -
قال ابن عبد البر : ومنهم مَن رواه بالكسر ، وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : هو بالفتح ، قال : وقاله الشيباني بالكسر ، قال : وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل ، قال : ولا يعلم من قال غيره وضعف الطبري ومن بعده الكسر ، قالوا : ومعناه على ضعفه : الاجتهاد ، أي : لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده ، إنما ينفعه وينجيه رحمتك .
وقيل : المراد ذا الجد والسعي التام في الحرص على الدنيا .
وقيل : معناه الإسراع في الهرب ، أي : لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك هربه فإنه في قبضتك وسلطانك .
والصحيح المشهور : الجَدّ بالفتح ، وهو الْحَظّ والغنى والعظمة والسلطان ، أي : لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه ، أي : لا يُنجِيه حَظّه منك ، وإنما يَنفعه ويُنجِيه العمل الصالح . اهـ .
وقال ابن رجب : وفي بعض نسخ البخاري : وقال الحسن : الْجَد غِنى .
وهذا تفسير لِقوله : " ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد " ، والْجَد - بِفتح الجيم - المراد به في هذا الحديث : الغِنى ، والمعنى : لا ينفع ذا الغِنى منك غِناه . اهـ .

ومعنى الْجَدّ : العظمة والشَّرَف والغِنى .
قال الخطابي : معنى الْجَد : العظمة ههنا . اهـ .
وقال القاضي عياض : وقوله : " ولا ينفع ذا الْجَد منك الْجَد " أكثر الرواية فيها بِفتح الجيم ، أي : البَخْت والْحَظّ والعظمة والسلطان . اهـ .
وقال ابن الجوزي : قوله : " ولا يَنْفَعُ ذا الْجَدِّ " وهو الغِنَي والحظُّ في الرِّزْق ، والمعنى إِنَّما تَنْفَعُه الطَّاعَةُ . اهـ .
وقال ابن الأثير : في حديث الدعاء : " تباركَ اسْمُك وتعالى جَدُّك " ، أي : عَلاَ جَلاَلُك وعظَمَتُك . والجَدُّ : الحظُّ والسَّعادة والغنَى .
ومنه الحديث : " ولا يَنْفَع ذا الْجَدّ منك الْجَدُّ " ، أي : لا ينفع ذا الغِنَى منك غِنَاه ، وإنَّما ينفعُه الإيمانُ والطاعة . اهـ .

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا)
الْجَد في اللغة : العظمة والجلال ... فمعنى : جَدّ ربنا ، أي : عَظَمته وجَلاله .

وقال ابن كثير : وقوله : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (جَدُّ رَبِّنَا) أي : فِعله وأمْره وقُدرته .
وقال الضحاك عن ابن عباس : جَدّ الله آلاَؤه وقُدرته ونِعمته على خَلقه .
ورُوي عن مجاهد وعكرمة : جَلال رَبّنا .
وقال قتادة : تعالى جَلاله وعظمته وأمْره .
وقال السدي : تعالى أمر رَبّنا .
وعن أبي الدرداء ومجاهد أيضا وابن جُرَيج : تعالى ذِكْره .
وقال سعيد بن جبير : (تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) أي : تعالى رَبّنا .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس