[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : جزى الله العاملين على هذا المنتدى بالخير
ثانياً : يا شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله وأطال الله بعمرك على تفرغك للإجابة على أسئلة الناس وجزاك الله خيراً
يا شيخنا الفاضل : أنا أعاني من هموم وذلك بشكل شبه يومي وعلماً يا شيخنا الفاضل إني محافظ على الصلاة ولكن ما هو على وقتها نسأل الله الهداية والثبات . وهي كما يلي
صلاه الفجر: بعض الأوقات أصحو وأصليها وبعض الأوقات أنام ولكن أغلب الأوقات يغلبني النوم
صلاه الظهر: محافظ عليها باستمرار وأصليها في المسجد
صلاه العصر : آتي من العمل متعب جداً وأنام وأغلب الأوقات أنام
صلاه المغرب: محافظ عليها باستمرار وأصليها في المسجد
صلاه العشاء: محافظ عليها باستمرار وأصليها في المسجد
علماً بأنني أدخل المسجد مع بداية الأذان بماذا تنصحني يا شيخ الله يحفظك .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .

النصيحة بتقوى الله ، والحرص على أداء الصلاة مع الجماعة ، خاصة صلاتي العصر والفجر .
وقد عظّم الله شأن صلاة العصر ، وأمَر بالمحافظة عليها خاصة ، فقال تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) .
وعَظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها ، فقال : مَن صلَّى البَرْدِين دَخَل الجنة . رواه البخاري ومسلم .
والبَرْدان : الفجر والعصر .
وقال عليه الصلاة والسلام : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر . رواه البخاري ومسلم .
وجاء التشديد والتأكيد على صلاة العصر .
قال عليه الصلاة والسلام : الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهله وماله . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن تَرك صلاة العصر فقد حَبِط عَمله . رواه البخاري .

واحرص على أذكار الصباح والمساء .

وأكثر من الاستغفار ، فإن الشيطان إنما يتسلّط على الغافل .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .

وعلى أن يكون لك وِرْد يومي مِن كتاب الله ، فاقرأ جزءا من القرآن كل يوم ، وقسّمه على أوقات الصلوات ، ليسهل عليك ، ولا تنام حتى تقرأ وِرْدك اليومي .

وأن يكون لك صدقة يومية ، ولو باليسير .

والالتجاء إلى الله والتضرّع إليه أن يُصلح حالك .
فإن هذه الأشياء مِن أعظم ما يشرح الصدر .
قال ابن القيم رحمه الله : وكان هَدْيه صلى اللَّه عليه وسلم يدعو إلى الإحسان والصدقةِ والمعروف، ولذلك كان صلى اللَّه عليه وسلم أشرحَ الخلق صَدْرًا ، وأَطيَبهم نَفْسًا ، وأنعمَهم قَلْبا؛ فإن لِلصَّدَقة وَفِعلِ المعروف تأثيرًا عجيبًا في شَرْح الصَّدْر . اهـ .

وامسح على رأس اليتيم ، وأطْعِم المسكين
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رَجلا شَكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَسْوة قَلبه ، فقال : امسح رأس اليتيم ، وأطْعِم المسكين . قال ابن حجر : وسنده حسن .
وقال عليه الصلاة والسلام : أتُحِبّ أن يَلين قلبك وتُدرك حاجتك ؟ ارْحم اليتيم ، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك ؛ يَلِن قلبك ، وتُدرك حاجتك . رواه الطبراني وغيره ، وحسنه الألباني بِطُرُقه .

وأكثر مِن هذا الدعاء : اللهم أعِنِّي على ذِكْرك وشُكرك وحُسن عبادتك .
فإنه دعاء عظيم مُبارَك أوْصَى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل ، وتَوَاصَى به السلف .
روى الإمام أحمد و أبو داود والنسائي من طريق عقبة بن مسلم قال : حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : يا معاذ ! والله إني لأحبك ، والله إني لأحبك ، فقال : أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنّ في دُبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذِكْرك وشُكرك وحُسن عبادتك . وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحي ، وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن . وصححه الألباني والأرنؤوط .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض