عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : محب السلف المنتدى : إرشــاد الـصــوم
Lightbulb ما حكم صيام الست البيض مِن شوال قبل قضاء رمضان ؟
قديم بتاريخ : 22-03-2010 الساعة : 10:41 PM


ما حكم صيام الست البيض مِن شوال قبل قضاء رمضان ؟





الجواب


أولا : السِّت مِن شَوال لا تُسمّى أيام البيض

إنما الذي يُسمّى بذلك هي أيام 13 ، 14 ، 15 من كل شهر

وسمّيت أيام البيض لأنَّ لياليها مُقْمِرة فهي بيضاء ليلا ونهارا

وهي التي أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بِصيامها

قال أبو ذر رضي الله عنه : أمَرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض : ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة . رواه ابن حبان وغيره .

والأمر ليس للوجوب ، وإنما هو للندب والاستحباب .

قال الإمام البخاري - رحمه الله - : باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة .



ثانيا : هذه الْمَسْألة مَحَلّ خِلاف ، وأعني بها صيام سِتّ مِن شوّال قبل قضاء رمضان لِمن عليه قضاء .

والصحيح أنه يجب صيام القضاء من رمضان قبل صيام الست من شوال

لقوله صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . رواه مسلم .

فرتـّـب الأجر العظيم على صيام رمضان ثم إتباعه صيام ستة أيام من شوال .

فمن صام خمسة وعشرين يوما من رمضان فلا يصح أن يُقال إنه صام رمضان .

فلا بد من صيام رمضان قضاء وأداءً ثم صيام الست من شوال .



ولأنّ صيام السِّتّ مِن شوّال نافلة ، والقضاء واجِب ، والواجِب مُقدّم على النافلة لِتعلّقه بالذِّمَّــة .

ولأنه دَيْن ، ودَين الله أحقّ بالوفاء .



وقد يَرِد هنا إشْكال ، وهو ما فَهِمه بعضهم مِن قَول عائشة رضي الله عنها : كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان . رواه البخاري ومسلم .

حيث قالوا : هل يُتصوّر أن عائشة رضي الله عنها لم تكن تصوم صيام تطوّع ؟

الجواب : نعم

وذلك لأمور :

الأول : أنه لا يجوز للمرأة أن تصوم وزوجها حاضِر إلاَّ بإذنه .

لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يَحِلّ للمرأة أن تَصُوم وزَوجها شَاهِد إلاَّ بإذنه . رواه البخاري ومسلم .

الثاني : أن القضاء واجب وهو مُقدّم على صيام التطوّع ، فلا يُتصوّر تقديم التطوّع والذمّة مشغولة بالواجب .

الثالث : تعليل عائشة رضي الله عنها لعدم صومها بأنه شغلها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت أحب أزواجه إليه ، ولذا جاء في تتمة حديث الباب : الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو برسول الله صلى الله عليه وسلم .

لكن قد يَرِد إشكال آخر ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له تِسع نِسوة ، أي أنَّ عائشة رضي الله عنها تَستطيع أن تَصُوم في غير يَومها .


والجواب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَطوف على نسائه في الليلة الواحدة ، وله يومئذ تِسْع نِسوة . رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه.


وأطلت في هذه المسألة لأن من الناس من يستدل بِمَفْهُوم قول عائشة رضي الله عنها ولا يستدل بِمَنْطُوقِه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس