[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا شيخ أسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء
سؤالي هو :
أب وأم حصل بينها طلاق بائن وقد عرف عن هذا الرجل كذبه وحيله وخداعه . والآن قد مر شهر ونص على الطلاق ولا يزالون مختلفين في موضوع ملكية المنزل الذي يعيشون فيه وتقسيمه بين الأب والأم ومن سيعيش فيه ومن سيخرج منه وما إلى ذلك من أمور مع العلم أن الأم قد ساهمت في بناء هذا المنزل بمالها الخاص ودفعت من راتبها الشخصي الكثير على هذا المنزل!!!
المهم أن الأب يستخدم حيله وأكاذيبه وهي واضحة وجلية للجميع ليأكل حق الأم في ذلك المنزل ولن يأخذ لهذه الأم حقها إلا أبناؤها . والأبناء الآن في حيرة من أمرهم فهل إذا لجأوا لمحامي قانوني لكشف حيل الأب في كتابة العقود وما إلى ذلك .. مع العلم أن العلاقة بين الأب وأبنائه مستقرة وهي في وئام وليس فيها خصام أو قطيعة حتى أنهم عندما يكشفون كذبه من كذباته يذهبون ويخبرونه بطريق غير مباشر منعاً لجرح مشاعر ذلك الأب وخوفا من العقوق وتجنباً لأي خصام بينهم وبينه
فهل يعتبر كشف ألاعيب الأب وخدعة باستخدام الخبراء ودون تجريح له وإبطالها لحفظ حق الأم ومنع ظلمها يعتبر من عقوق الأب ؟ مع العلم أنه لن يقوم بهذا الدور أحد غير هؤلاء الأبناء
جزاك الله خيرا يا شيخ




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا وقع التنازع والخلاف في ملكية المَنْزل ، فليس أمامهم سوى القضاء لِفصل الـنِّزَاع .
ووقوف الأبناء مع أمهم لا يُعتبر عقوقا إلاّ أن يكون على سبيل الانتصار لها في كل حال ، سواء كانت مُحِقّة أو مُبْطِلة .
أما بيان الحق وأداء الشهادة ، ونُصْرَة المظلوم فهذا ليس من العقوق ، بل هو مِن نُصْرَة الأب أيضا وإعانته على نفسه وكَفِّـه عن الظُّلْم ، لقوله عليه الصلاة والسلام : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ . رواه البخاري .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد