عرض مشاركة واحدة

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
Lightbulb ما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية ؟
قديم بتاريخ : 26-03-2010 الساعة : 04:55 AM



ما هي نصائحك وإرشاداتك للدعوة إلى الله بشكل يرضي الله ثم يرضي الناس ؟

وما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية التي يجب أن يتحلى بها ؟






الجواب :

الدعوة إلى الله فتحتاج إلى صَبْر وبَصَر .
تحتاج إلى صبْر وبصيرة . قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
وتحتاج إلى إخلاص . قال تعالى في آخر الآية السابقة : (وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) .
نسأل الله أن يَرزقنا الإخلاص .
وعلى الداعية أن يَكون بَصِيرًا بِمَا يَدعو إليه ، ولا يُشْتَرط أن يَكون عالِمًا ، فإنَّ مِن الناس من لا يُفرِّق بين الاثنين !

فَعِنْد بعض الناس إمَّا أن تَكُون عالِمًا يُشار إليك بالبَنان أو لا َتدْعُو !

ومفهوم آخر : ما أن يَتَكلِّم إنسان فيما يُحسِنه إلاَّ أقْحَمه الناس فيما لا يُحسِنُه !

والوسط هو المطلوب :

أن يَتَكلَّم الإنسان فيما يُحسِن ، ولو كان حديثا واحِدًا أوْ مسألة واحدة ، وفي الحديث : بَلِّغُوا عنِّي ولو آية . رواه البخاري .

ورأيت مَرَّة شابًّـا يؤمَّ الناس في صلاة التراويح حَسَن لصوت ولَمَّا يَطُرّ شاربه بَعْد !

وليس في هذا عيب .. يُحسِن التجويد ، ويحفظ القرآن ، ولكن هذا لا يُؤهِّله للفتوى ، فالفتوى تحتاج إلى طَلَب عِلْم ، وإلى ثني رُكَب في حِلَق العلماء .

هذا الشابّ كان الناس يسألونه بعد الصلاة ، وكان لا يَجِد غضاضة أن يُجيب !

أحدُهم مرَّة يَقول : يَصْعُب عليّ أن يَسألني أحد ، ولا أُجِيبه وأنا إمام مسجد !
وعلى مَن يَسْلُك طريق الدعوة إلى الله أن يَصْبِر على طَلب العلم ثم يَصبر على المدْعوّ

قال ابن عباس رضي الله عنهما : لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قُلتُ لِرَجُل من الأنصار : هَلُم نَسأل أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّهم اليومَ كثير ، فقال : وَاعَجَبًا ! لك يا ابنَ عباس ، أترى الناس يَحتاجون إليك ، وفي الناسِ مِن أصحاب النبي عليه السلام من تَرى ؟ فَتَرَكَ ذلك ، وأَقْبَلْتُ على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائلٌ فأتَوسّدُ رِدائي على بَابِه ، فَتَسْفِي الريح عليَّ التُّرَاب ، فيخرج فَيَرَاني ، فيقول : يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك فأسألك . قال : فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ ، فقال : هذا الفتى أعقل مني .

وكان ابن عباس يَعرف لمعلّميه حقّهم ، فقد قام ابن عباس إلى زيد بن ثابت فأخذ له بِرِكابِه ، فقال : تَنَحّ يا ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنَّـا هكذا نفعل بعلمائنا وكُبرائنا

وبعد هذا بِزمَن قال ابن عباس : ذَلَلْتُ طَالِباً ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً .

وعلى الدَّاعي إلى الله أن يَكون حريصا على هِداية الْخَلْق ، ويَكون هذا هو همّـه ، لا يَطلب حظًّـا مِن حُظوظ نفسه ، ولا يُريد رياء ولا سُمْعَة ، وأن يَتواضَع لله ثم للناس .

وأن يَحتَرِم عُقول الناس ، فلا يَتَكلَّم فيما لا يُحْسِن ، ولا يَتَكلَّم في أمْـر لم يَسْبق له تحضير الكلام فيه .

فإن عمر رضي الله عنه لَمَّا أراد أن يَتكلَّم في سقيفة بني ساعِدة ، زَوَّر في نفسه كلاما لِيَقُوله .

أي أعَدّ كلامًا وجَهَّزَه .

وأن يَحرِص الداعي إلى الله على تَعلُّم العِلْم ، وأن لا يأنَف أن يَقول ( لا أدري ) لِمَا لا يَعْلَم ، ولا يستحي أن يسأل عمَّا جَهِل .

قال مَجَاهِد : لا يَتَعَلَّم العِلْم مُسْتَحي ولا مُسْتَكْبِر .
وقال أبو بكر أحمد بن محمد الدينوري الحنبلي :

أخي لن تنال العلم إلاَّ بِسِتّة = سأنْبِيك عن مَكنونها بِبَيانِ
ذكاءٌ وحِرصٌ واجتهادٌ وبُلْغَةٌ = وإرشادُ أستاذ وطولُ زمان

وقال :

تَمَنّيتَ أن تُمْسِي فَقِيها مُنَاظِرا = بِغَير عَناء ، والْجُنون فُنون !
وليس اكتسابُ المال دون مَشَقّة = تَلَقّيْتَها ، فالعلم كيف يكون ؟

قال ابن الجوزي : ما يَتَنَاهَى في طلبِ العلم إلاَّ عاشِق ! والعاشق يَنبغي أن يصبر على المكارِه . ذَكَر ذلك ابن مُفْلِح في الآداب الشرعية .
وأن تكون الدعوة هـمّ وليستْ تِجارة !
وأن يَعلَم الداعية أن الْمَكَارِم مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ ، كما قال ابن القيم رحمه الله .
وأما مسألة القبول فهي فضْلٌ ومِـنَّـةٌ من الله .
يُوضَع القَبول في الأرض لِمن أحبّه الله .
وفي الحديث : إذا أحبّ الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحْبِبْه ، فَيُحِبّه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحِبّوه ، فَيُحِبّه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . رواه البخاري ومسلم .
وأن يَسأل الله دومًا القَبُول والتوفيق ، والْهُدى والسَّداد ، ففي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قُل : اللهم اهْدِنِي وسَدِّدْني ، وأذْكُر بِالْهُدَى هِدَايتك الطَّرِيق ، والسَّدَاد سَدَاد السَّهْم .

وأن يَبْرأ مِن حَولِه وقُوّتِه إلى حَول الله وقوّتِه .

ويَنْبَنِي على ذلك أن لا يَغْتَرّ بِما حَصَّل ِمن عِلْم ، وان يَعْرِف ويَعتَرِف بأن الفَضْل لله ، وما بِه مِن نِعْمَة فَمِن الله .

وأن يُكثِر من الاستغفار خاصَّة إذا أُغْلِقَتْ عليه المسائل .

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اسْتَغْلَقَتْ عليه مسألة استغفر أكثر من ألف مرّة حتى تُفْتَح له وُجوه الحقائق .

ونسأل الله التوفيق والإعانة .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس