[نسمات الفجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم
ما هي حدود عورة المسلمة أمام المحرم الكافر؟ وهل يجوز أن تكشف أمامه ما تكشف أمام محارمها من المسلمين ؟
أفتونا شيخنا الفاضل أثابكم الله وزادكم علما وتوفيقا..



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

اخْتَلَف العلماء في هذه المسألة على قولين :

القول الأول - وهو قول جمهور الفقهاء - : أن الْمَرْأَةَ الأَْجْنَبِيَّةَ الْكَافِرَةَ كَالرَّجُل الأَْجْنَبِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسْلِمَةِ ، فَلاَ يَجُوزُ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى بَدَنِهَا .
فإذا مُنِع مِن كشف المرأة المسلمة أمام النساء الكافرات ، فالرجال أشدّ في المنع ، وإن كانوا مِن ذوي الْمَحَارِم .

والقول الثاني – وهو الصحيح - : وهو الْمَذهب عند الْحَنَابِلَة : أنه يجوز للمَحْرَم الكافر أن يَنظر إلى ذات الْمَحْرَم الْمُسْلِمَة .

ومِنهم مَن فرّق بين نَظَر المَحْرَم الكافر إلى ذات الْمَحْرَم الْمُسْلِمَة ، وبين السَّفَر بها .

قال ابن قدامة : قَالَ أَحْمَدُ فِي يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَتْ بِنْتُهُ : لا يُسَافِرْ بِهَا ، لَيْسَ هُوَ مَحْرَمًا لَهَا . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَرَادَ لَيْسَ مَحْرَمًا لَهَا فِي السَّفَرِ ، أَمَّا النَّظَرُ فَلا يَجِبُ عَلَيْهَا الْحِجَابُ مِنْهُ ؛ لأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى الْمَدِينَةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ ، فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ فَطَوَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِئَلاّ يَجْلِسَ عَلَيْهِ ، وَلَمْ تَحْتَجِبْ مِنْهُ ، وَلا أَمَرَهَا بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . اهـ .

والذي يظهر أنه يجوز للمرأة الْمُسْلِمَة أن تكشف أمام الْمَحْرَم الكافر ما تكشف أمام محارمها مِن المسلمين ، ويُستثنى من ذلك مَن لم يكن مأمونا ، أو كان ممن يستحلّ نكاح الْمَحارِم .

وسبق :
هل يجب التحجّب عن المرأة الكافرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5852

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم