عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:21 PM

ونختم الحديث عن عالم الإنترنت , ما هي مسؤولية الأب والآم في السيطرة على دخول أبنائهم في هذا العلم ؟ بماذا توصيهم ؟


الجواب :
أوصيهم بأن يتّقوا الله في أولادهم ، فإنهم مسؤولون عنهم ، وأن يعلموا أن النفس ضعيفة ، وأن دواعي الشر والفساد كثيرة .
وأن نغرس في نفوس أولادنا – ذكورا وإناثا – مراقبة الله عَزّ وَجَلّ ، وقُربه واطِّلاَعه على عباده ، وأن لا نجعل الله أهون الناظرين إلينا .
وينبغي أن نُفرِّق بين الثقة الْمُفْرِطة ، وبين غَرْس مُرَاقبة الله في النفوس .


وأن لا يُسْمَح لأحد بالانغلاق في عالَم خاص ؛ لأن النفس والهوى والشيطان يَفْتِكْن بالفضيلة
وقد قيل :
تَرْك نَفْسِك يومًا وهواها *** سَعْيٌ لها في رَداها .


وكثيرة هي القصص التي تَرِد ، وتحكي صاحباتها أنهن مِن عائلات مُتديّنة ! وأن ما هُنّ فيه مِن مخاطِر بسبب الإهمال ، وعدم الرقابة .


وسبق :
صرخة فتاة من ضحايا ( الشات )
http://saaid.net/Doat/assuhaim/152.htm


ولو كان الحريّة الْمُطْلَقَة تُعْطَى لأحد ، لكان ذلك لأمّهات المؤمنين .
قال تعالى في شأن أطهر نساء العالمين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يَقول تَعالى ذِكْره : سؤالكم إياهن المتاع إذا سألتموهن ذلك مِن وراء حجاب أطْهر لِقُلوبكم وقُلوبهن مِن عَوارض العين فيها التي تَعرض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحرى من أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .





في السنوات الأخيرة انتشرت المخيمات الدعوية وأصبح للمشايخ حضور في بعض مخيمات واستراحات الشباب , فهل شاركت بإحداهن ؟ أو ذهبت لمجالسهم ؟


الجواب :
بِفضْل الله سبق لي المشاركة في بعض المخيّمات الدعوية التي تُقيمها الوزارة .


وقال مرة مدير مدرسة متوسطة : لا نَجِد أحدًا مِن الدعاة من يأتي إلى المدرسة ؛ لأنها متوسطة ، والطلاّب صِغار في السنة ، فقلت : لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ ، أَوْ كُرَاعٍ لأَجَبْتُ . كما قال عليه الصلاة والسلام .


وإذا دُعيت ولم يكن لديّ سابق ارتباط ، فإني – بِحمْد الله – أُجِيب .


وقد دُعيت مرة إلى إلقاء محاضرة على طلاّب مرحلة ابتدائية فأجَبْت .


وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يُمازِح الصبيان ويُسلِّم عليهم .


ولأني لا زلت أذكر حينما كنت صغيرا موعظة ألقاها شيخ كان يُصلِّي معنا ، وكان ضَرَب مِثالاً بِثلاثة أشخاص ، كلّ منهم وُلِّي حُكْم بلد لمدة عشر سنوات ، على أن يتم نفيه في أقصى ذلك البلد إذا انتهت العشر سنوات ، فأما الأول فمات قبل نهاية العشر سنوات همًّا على فِراق منصبه.
وأما الثاني فكان يَنشغل خلال تلك السنوات بالأكل والشُّرْب وسائر الملذَّات والشهوات ، فإذا انقضت العشر سنوات تم طردهم إلى أقصى البلاد ، فماتوا جوعا وعَطشًا ، فأنساهم ذلك كلّ ما مرّ بهم خلال العشر سنوات .
وأما الثالث ، فإنه انشغل بتعمير البلاد حتى لم يترك فيها شِبْرا إلاّ عَمَره وزرع فيه الأشجار ، فلما انتهت مدّة حُكْمه لم يكن هناك مكان يُنْفَى إليه ، فعاش في سلامة وسعادة .
ولَمّا ضَرَب ذلك الشيخ رحمه الله هذا المثل وقع في نفسي أنه مثال الإنسان في هذه الدنيا ، فكان ذلك كذلك .
فَمن عمّر آخرته انتقل إلى ما يُحِب ، ومن لم يعمرها انتقل إلى ما يَكْرَه وهَلَك .


ومرة كان معي أحد الأطفال وعمره دون السابعة ، فصلّيت في مسجد ، فقرأ الإمام فتوى في الوضوء ، فكان أن نَـبَّـه الإمام على خطأ يقع فيه بعض الناس ، وهو أنه ربما يغسِل يده من الرّسغ إلى المرفق ولا يغسل الكفّ ، وهذا خطأ ؛ لأن اليد تشمل ذك كله .
فلما ركبت السيارة بعد الصلاة ، قال لي الطفل : يعني ما يصلح الواحد يغسل كذا ، وكشف عن ذراعه ، وبدأ يصِف ما فهمه !
قلت : ما شاء الله .
تعليم الإمام وصَل إلى الأطفال .


وهذا يُبيِّن لنا أهمية الدعوة إلى الله ، وأن لا نَحْتَقِر جُهْدًا ، ولا مُتلَقِّيًا .


وأذكر مرة أنني ألقيت كلمة ، فذكرت فيها أربعة أشياء .. فجاءني رجل أعجمي بعد الصلاة ، وقال لي باللغة الإنجليزية : فهمت ثلاث نُقاط ! حيث كان يفهم العربية ، ولكنه لا يتكلَّم بها بِطلاقه ، فحاولت جاهدا أن أفهّمه النقطة الرابعة بِلُغَة مُكَسَّرة !





هل بإنشاء تلك المخيمات ساعدت في جذب الشباب وملء وقت فراغهم ؟


الجواب :
يبدو لي إلى حدٍّ ما .
لأن كثيرا من الشباب لا زال في فراغ ، ومَن نظَر إلى المدرّجات وإلى كثير مِن تجمّعات الشباب عَلِم كم هو الفراغ الذي لديهم !


إلاّ أن تلك المخيمات حصل بها مِن الخير والنفع الشيء الكثير .





الأعمال التطوعية ومشاركة الشباب في الحملات الدعوية , حققت ازديادا في أعداد المنتسبين إليها من جيل الشباب ؟ فما رأيك بها ؟


الجواب :
صحيح ، أيضا إلى حدٍّ ما .
فلا تزال الجهود دون المأمول .
وإذا نَظَرْنا إلى أعداد الخريجين مِن الكلِّيّات الشرعية ، فإننا نَجِد أن أعداد الدعاة أقلّ مِن المطلوب.
ومع ذلك فقد يُقْحَم في تلك الحملات أو المخيّمات مَن ليس أهلا للدعوة ، بِمُجرَّد ما يُحسِن الكلام والوقوف أمام الناس يُصدَّر للدعوة إلى الله .
ومِن شَرْط الدعوة إلى الله أن تكون على بصيرة ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) .
ولا أقصد أن يكون عَالِمًا ، بل يُشْتَرَط أن يَكون عَالِمًا بِما يَدعو إليه ، وإلاّ كان ضرره أكثر من نفعِه ! كما قيل :
رامَ نَفْعاً فَضَرَّ مِن غير قَصْد = ومِن البِرِّ ما يكون عقوقا !


وربما سَعَى بعض الدعاة إلى هداية العاصين ، فأخرجهم مِن ظُلُمات المعصية إلى شَرَك البِدْعة !




رد مع اقتباس