عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي ما الحكم في ( المساعدة في تحديد جنس الجنين )؟
قديم بتاريخ : 25-02-2010 الساعة : 03:33 PM

فضيلة الشيخ ( عبدالرحمن السحيم )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال حفظكم الله
والسؤال هو :
كنت في أحد المستوصفات الطبية ووجدت إعلان يقول أنه يوجد
لدى المستوصف برنامج يساعد الزوجين في إختيار نوع الجنين
الذي يرغبون به ( أنثى أم ذكر ) فما حكم الشرع في مثل هذه البرامج ؟؟
ولقد أرفقت لكم صورة من الإعلان المذكور وأزلت صورة الطفل الموجودة بإلإعلان و أسم المستوصف .



الجواب/


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .

هذا لا حقيقة له ، وله عِدة محاذير ، منها :

1- التكذيب بِما جاء في السنة النبوية ، فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ؟ فَيُكْتَبَانِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى ؟ فَيُكْتَبَانِ ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلا يُزَادُ فِيهَا وَلا يُنْقَصُ . رواه مسلم .
ففي هذا الحديث أن كتابة التذكير والتأنيث إنما يكون بعد بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ النُّطْفَةِ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً . وهذا هو الْمَلَك الأول الذي يكتب هذه الكتابة .

وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ : يَا رَبِّ نُطْفَةٌ ؟ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ ؟ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ ؟ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ : أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ فَمَا الرِّزْقُ وَالأَجَلُ ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ . رواه البخاري ومسلم .
ولَمَّا جاء حَبْر مِن أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : جئت أسألك عن الولد ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فَعَلا مَنِيّ الرجل مَنِيّ المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مَنِيّ المرأة مَنِيّ الرجل آنثا بإذن الله . قال اليهودي : لقد صدقت ، وإنك لَنَبِيّ ، ثم انصرف ، فذهب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به . رواه مسلم .
قال ابن حجر عن هذا الحديث : وأما حديث ثوبان ، فيبقى العُلو فيه على ظاهره ، فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث . اهـ .

والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وهي دالة على أن التذكير والتأنيث أمْر لا علاقة للبشر به ، بل هو حاصل بعد استقرار النطفة في الرحم .

2 - مُنازعة الله في قَدَره ، والقَدَر سِرّ الله في خَلْقِه .

3 - ترسيخ مبادئ الجاهلية في تفضيل الذَّكَر على الأنثى ، فإذا ما كان الشخص يكره الأنثى ، فسوف تُرسّخ تلك المستوصفات ذلك المبدأ عنده !

وقد سُئلت اللجنة الدائمة في المملكة هذا السؤال :
في عدد (مجلة العربي) (205) (ص45) التاريخ ديسمبر (1975م) في سؤال وجواب أثبت أن الرجل هو الذي يحدد نوع الجنين ، فما موقف الدين من هذا ؟ وهل يعلم الغيب أحد غير الله ؟

فأجابتِ اللجنة الدائمة :

إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يُصَوِّر الْحَمْل في الأرحام كيف يشاء ، فيجعله ذكرًا أو أنثى ، كاملا أو ناقصًا ، إلى غير ذلك من أحوال الجنين ، وليس ذلك إلى أحد سوى الله سبحانه ؛ قال تعالى : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وقال تعالى: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } ، فأخبر سبحانه أنه وحده الذي له ملك السماوات والأرض ، وأنه الذي يخلق ما يشاء ، فيُصَوِّر الحمل في الأرحام كيف يشاء من ذكورة أو أنوثة ، وعلى أي حال شاء ، من نقصان أو تمام ، ومن حسن وجمال أو قبح ودمامة ، إلى غير ذلك من أحوال الجنين ، ليس ذلك إلى غيره ولا إلى شريك معه، ودعوى أن زوجًا أو دكتورًا أو فيلسوفًا يَقْوى على أن يُحَدِّد نوع الجنين دعوى كاذبة ، وليس إلى الزوج ومن في حكمه أكثر من أن يتحرى بِجِمَاعِه زمن الإخصاب رجاء الحمل ، وقد يتم له ما أراد بتقدير الله ، وقد يَتخَلَّف ما أراد ، إما لنقص في السبب ، أو لوجود مانع من صديد أو عقم أو ابتلاء من الله لعبده ، وذلك أن الأسباب لا تؤثر بنفسها وإنما تؤثر بتقدير الله أن يُرَتِّب عليها مسبباتها ، والتلقيح أمْر كَوني ليس إلى المكلَّف منه أكثر مِن فِعله بإذن الله ، وأما تصريفه وتكييفه وتسخيره وتدبيره بترتيب المسببات عليه فهو إلى الله وحده لا شريك له ، ومن تدبَّر أحوال الناس وأقوالهم وأعمالهم تبين منهم المبالغة في الدعاوى والكذب والافتراء في الأقوال والأفعال جهلًا منهم وغلوًّا في اعتبار العلوم الحديثة وتجاوزًا للحد في الاعتداد بالأسباب ، ومَن قَدَّر الأمور قَدْرها مَيَّز بَيْن ما هو من اختصاص الله منها ، وما جعله الله إلى المخلوق بتقدير منه لذلك سبحانه . وبالله التوفيق .

وهنا :
هل صحيح أنه إذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان المولود ذكرا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5135

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض




رد مع اقتباس