عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1711  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-07-2020 الساعة : 06:12 AM

مِن شَرّ النّفْس : أن تتقَمّص قَمِيص " الْمَظْلُومِيّة " ، وتُمثّل دَوْر الْمَظْلُوم ، وهي ظالِمَة !

⚫️ وفي خَبَر يوسف عليه الصلاة والسلام مع امرأة العزيز : (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ! فأظْهَرَت أنها مَظلومة وهي ظالِمَة آثِمَة !

💎 وفي زَمَن ابن عباس رضي الله عنهما ادّعَتْ امرأة على أخرى دَعوى ، فَرُفِع أمْرها إلى ابن عباس ، فقال ابن عباس : ذَكِّرُوها بِالله ، واقرءوا عليها : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 77] ، فَذَكّرُوها فَاعْتَرَفَت . رواه البخاري ومسلم .

◼️ وقد يَكون الإنسان مَظلوما فِعلا ، إلاّ أنه قد يَنقَلب ويَتحوّل إلى ظالِم دون أن يَشعُر بذلك ؛ وذلك إذا استَوْفَى حَقّه مِن الظِّالِم وزادَ عليه ، فالذي يَقَع في عِرْض مَن ظَلَمه ، ويَتكلَّم فيه ، ويَشتُمُه في كُل مَجلِس ، ويَدعُو عليه - وربما زاد : الكذبَ والافتراءَ عليه - : قد يكون اسْتَوْفَى حقَّه وزيادة ؛ فيكون حينئذ ظالِمًا ، وليس مَظلُوما .

وهذا خِلاف الحكمة مِن الابتلاء ، وهي التّمْحِيص والمغفرة ورِفعة الدرجات ، إلاّ أن بعض الناس إذا ابْتُلِي كَفَر .
💎 قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
🔹 قال عَون بن عبد الله : فَكَم مِن مُنْعَم عليه غيرِ شاكِر ، وكَم مِن مُبْتَلى غيرِ صابِر . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
🔸 وقال قتادة : نِعمَ العبدُ عَبْدٌ إذا ابْتُلِي صَبَر ، وإذا أُعْطِي شَكَر . رواه ابن جرير في " تفسيره " .

🔶 قال أحمد بن أبي الحواري : قلتُ لِسُفيان بن عُيينة : مَن الزاهد في الدنيا ؟ قال : مَن إذا أُنْعِم عليه شَكَر ، وإذا ابْتُلِي صَبَر ، فقلت : يا أبا محمد ، قد أُنْعِم عليه فَشَكَر ، وإذا ابْتُلِي فَصَبَر ، وَحَبَس النّعمَة ، كيف يكون زاهدا ؟ فقال : اسكُت ، مَن لَم تَمْنَعه النعماء مِن الشُّكْر ، ولا البَلوى من الصَّبر ، فذلك الزاهد . رواه ابن أبي الدنيا في " الزهد " .

🔷 والعاقِل : مَن ينظر إلى مَن ظَلَمه على أنه " أدَاة " لِتكفير السيئات ! وأنه ما سُلِّط عليه إلاّ بِذُنوبِه .
أغلظ رجل القَوْل للإمام وكيع بن الْجَرّاح ، فَدَخَل بَيْتا فَعَفّر وَجْهه ، ثم خرج إلى الرجل . فقال : زِد وَكِيعا بِذَنْبِه ، فَلَوْلاه ما سُلِّطْتَ عَلَيْه . رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " .
أي : لَوْلا ذَنْبِي لَمَا سُلّطت عليّ تُغلِظ لي القَوْل .
وهذا المعنى كثير في كلام السّلف ، فينظرون إلى أن ما أصَابهم مِن بَلاء ، أو تَسليط أشْرَار إنما هو بِسبب ذُنُوبهم .

🔻 وصاحِب النّظَر الثاقب : مَن يَرحَم مَن ظَلَمه !
🔵 قال رَجُل لعَمرو بن عُبيد : إنّي لأرحَمك مما يقول النّاس فِيك .
قال : فما تَسمَعني أقُول فيهم ؟
قال : ما سَمِعتك تقول إلاّ خيرا .
قال : إيّاهم فارحَم .
(بَهْجَة الْمَجَالِس ، لابن عبد البر)

🛑 وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة وحِماية للظالِم !
🔶 قال ابن القيم : اقتَضَت حِكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظّالِم البَاغِي ويَتمَتّع في خَفَارَة ذُنوب الْمَظْلُوم الْمَبْغِيّ عليه ؛ فَذُنُوبه مِن أعظم أسباب الرَّحْمة في حقّ ظَالِمِه .
(مفتاح دار السعادة)

📌 سؤال عن معنى قول : وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9987

رد مع اقتباس