عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1509  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-03-2020 الساعة : 07:56 AM

مِن حُسْنِ الظنِّ بِالله تبارك وتعالى : أن يتفاءل المسلم في أحلَك الظّروف

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الفأل الْحَسَن ، ويَكْرَه الطّيَرَة .

💎 قال عليه الصلاة والسلام : لا طِيَرَة ، وخَيْرها الفَأل .
قالوا : وما الفَأل ؟
قال : الكلمة الصالحة يَسمَعُها أحدُكم . رواه البخاري ومسلم .

💎 وفي الحديث الآخَر : لا عَدْوَى ، وَلا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ . قِيل : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قال : الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ . رواه البخاري ومسلم .

🟣 قال القرطبي في " تفسيره " : وَإِنَّمَا كَانَ يعجبه الفأل ؛ لأنه تَنْشَرِحُ لَهُ النَّفْسُ ، وَتَسْتَبْشِرُ بِقَضَاءِ الْحَاجَةِ ، وَبُلُوغِ الأَمَلِ، فَيَحْسُنُ الظَّنُّ بِاللَّه عَزَّ وَجَلّ ، وَقَد قال : " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" ، وَكَان عليه الصلاة والسلام يَكْرَهُ الطِّيَرَة ؛ لأنَّها مِن أَعْمَال أَهْل الشِّرْك ، وَلأَنَّها تَجْلِبُ ظَنَّ السُّوءِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلّ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْفَرْق بَيْن الْفَأْل وَالطِّيَرَة : أَنّ الْفَأْل إنَّما هُو مِن طَرِيق حُسْن الظَّنّ بِاللَّه ، وَالطِّيَرَة إِنَّما هِي مِن طريق الاتّكَال على شِيءٍ سِوَاه .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)

🔶 قال القرطبي في " الْمُفْهِم " : قوله تعالى: " أنا عند ظنّ عبدي بِي " قِيل : مَعناه : ظَنّ الإجابة عند الدعاء ، وظَنّ القَبول عند التوبة ، وظَنّ المغفرة عند الاستغفار ، وظَنّ قَبول الأعمال عند فِعلها على شُروطها ؛ تَمَسّكا بِصَادِق وَعْده ، وجَزِيل فَضْله .
قلتُ : ويُؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : ادعُوا الله وأنتم مُوقِنون بِالإجابَة .
وكذلك يَنْبَغِي للتائب والمستَغْفِر ، وللعَامِل أن يَجْتَهد في القيام بما عليه مِن ذلك ، مُوقِنًا أن الله تعالى يَقْبَل عَمَله ، ويَغفِر ذَنْبه ، فإنّ الله تعالى قد وَعَد بِقَبُول التوبة الصادقة ، والأعمال الصالِحة .
فأمّا لو عَمِل هذه الأعمال ، وهو يَعتقد ، أو يَظُنّ أن الله تعالى لا يَقْبَلها ، وأنها لا تَنْفَعه ، فَذَلك هو القُنوط مِن رَحمةِ الله ، واليَأس مِن رَوْح الله ، وهو مِن أعظم الكبائر ...
فأمَّا ظَنّ الْمَغْفِرَة والرّحْمة مَع الإصرار على المعصية : فَذَلك مَحْض الْجَهْل والغِرّة ، وهو يَجُرّ إلى مَذْهَب الْمُرْجِئة . اهـ .

🌹 ما هي حدود التفاؤل والأمل في الإسلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18442

رد مع اقتباس