عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 596  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2018 الساعة : 07:10 AM

علاج الْـهَمّ


قال مُطَرِّف بن عبد الله بن مطرف - ابن أخت مالك بن أنس- : دَخَلْتُ على المنصور فوَجَدْته مَغْمُوما حَزِينا قد امتنع من الكلام ؛ لِفَقْد بعض أحَبّتِه ، فقال لي : يا مُطرف رَكِبَني مِن الْهَمّ ما لا يَكشفه إلاّ الله الذي ابتلاني به ، فهل مِن دُعاء أدعو به عَسى يَكشفه الله عَنّي ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين حَدّثني محمد بن ثابت عن عمرو بن ثابت البصري قال :
دَخَلَتْ في أُذُن رَجُل مِن أهل البصرة بَعوضة حتى وَصَلتْ إلى صِماخِه ، فأنْصَبَته وأسْهَرَته ليله ونهاره ، فقال له رجل مِن أصحاب الحسن البصري : يا هذا ، ادعُ بِدُعاء العَلاء بن الحضرمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دَعا به في المفَازَة وفي البَحر فخَلّصَه الله تعالى .
فقال له الرجل : وما هو رحمك الله ؟
فقال : قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : بُعِث العلاء بن الحضرمي في جيش كُنتُ فيهم إلى البحرين ، فَسَلَكوا مَفَازة وعطِشوا عطشا شديدا حتى خَشُوا الهلاك ، فَنَزَل العلاء وصَلّى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم اسْقِنا ، فجاءت سحابة كأنها جناح طائر ، فَقَعْقَعَتْ علينا وأمْطَرَتنا حتى مَلأنا كل إناء وسِقاء ، ثم انطلقنا حتى أتينا على خليج مِن البحر ، ما خِيضَ قبل ذلك اليوم ، ولا خِيض بعده ، فلم نجد سُفُنًا ، فَصَلّى العلاء ركعتين ، ثم قال : يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجِزنا ، ثم أخذ بِعنان فَرَسه ، ثم قال : جُوزُوا بِسم الله .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : فَمَشَينا على الماء ، فو الله ما ابْتَلّ لنا قَدَم ولا خُف ولا حافر . وكان الجيش أربعة آلاف فارس .
قال : فَدَعا الرجل بها ، فو الله ما بَرِحْنا حتى خَرَجَت مِن أذنه لها طَنين ، حتى صَكَّت الحائط ، وبَرِئ الرَّجُل .
قال : فاستقبل المنصور القِبْلة ودَعَا بهذا الدعاء ساعة ، ثم أقبل بوجهه إلي وقال : يا مُطرّف ، قد كَشَف الله عني ما كنت أجِده مِن الْهَمّ ، ودعا بالطعام فأجْلَسَني فأكَلْتُ معه .
(كتاب الدعاء للإمام أبي بكر الطرطوشي)

رد مع اقتباس