|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 12-06-2018 الساعة : 05:42 AM
سَيِّد الْخَلْق : البشير النذير ، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم
مِن آياته ومُعجِزاته (27)
قال ابن كثير :
القَول فيما أُوتِي داود عليه السلام :
قال الله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .
🔘 وقد ذكرنا في قصته عليه السلام ، وفي " التفسير " طِيب صَوتِه عليه السلام ، وأن الله تعالى كان قد سَخّر له الطير تُسبّح معه ، وكانت الجبال أيضا تُجِيبه وتُسّبح معه ، وكان سريع القراءة ؛ كان يأمُر بِدَوابّه فتُسْرَج فيَقرأ الزبور بمقدار ما يُفرَغ مِن شأنها ثم يَركب ، وكان لا يأكل إلاّ مِن كَسب يَده صلوات الله وسلامه عليه ، وقد كان نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم حَسَن الصوت طَيّبه بتلاوة القرآن ، وكان يقرأ تَرْتَيلاً كما أمَره الله عزّ وجلّ بذلك .
🔹 وأما تَسبيح الطير مع داود ؛ فتَسبِيح الجبال الصُّمّ الجمَاد أعجَب مِن ذلك ، وقد تقدم في الحديث أن الحصَا سَبّح في كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حامد : وهذا حديث معروف مشهور . وكانت الأحجار والأشجار والْمَدَر تُسلِّم عليه صلى الله عليه وسلم .
🔸 وفي " صحيح البخاري " عن ابن مسعود قال : " لقد كنا نَسمَع تَسبيح الطعام وهو يؤُكَل " . يعني بين يَديّ النبي صلى الله عليه وسلم .
وكَلّمَه ذِراع الشاة المسمُومة ، وأعلَمه بما فيه مِن السُّمّ .
وشَهِدت بِنُبُوّته الحيوانات الإنسية والوحشية ، والجمادات أيضا .
🔘 ولا شك أن صُدور التسبيح مِن الحصا الصغار الصّمّ التي لا تجاويف فيها أعجب مِن صدور ذلك من الجبال ، لِمَا فيها مِن التجاويف والكهوف ، فإنها وما شاكلها تُردد صَدى الأصوات العالية غالبا ، كما كان عبد الله بن الزبير إذا خَطب - وهو أمير المؤمنين - بالحرم الشريف ، تُجَاوِبه الجبال ؛ أبو قُبَيس وزُرْزُر ، ولكن مِن غير تسبيح ، فإن ذلك مِن مُعجزات داود عليه السلام ، ومع هذا فَتَسبيح الحصَا في كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان أعجب .
🔹وقال أبو نعيم : فإن قيل : سُخِّرت له الط ير [أي : لِداود] ، فقد سُخِّرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع الطير البهائم العظيمة ؛ الإبل فما دونها ، وما هو أعسَر وأصعب مِن الطير ؛ السِّبَاع العادِية الضّارِية ، تَتَهَيّبه وتَنقَاد إلى طاعته ؛ كَالذّئب الذي نَطَق بِنُبُوّته والتصديق بِدعوته ورسَالته .
🔸 وقال أبو نعيم : فإن قيل : فقد لَيّن الله لِدَاود عليه السلام الحديد حتى سَرَد منه الدّروع السّوابغ .
قيل : لُيِّنَت لمحمد صلى الله عليه وسلم الحجارة وصُمّ الصخور ، فعادَت له غَارا اسْتَتَر به ِمن المشركين يوم أُحُد مَالَ بِرَأسه إلى الجبَل ليُخفِي شَخصَه عنهم ، فَلَيّن الله له الجبل حتى أدخل فيه رأسه ، وهذا أعجب ؛ لأن الحديد تُلَيّنه النار ، ولم نَرَ النار تُلَيِّن الْحَجَر .
|
|
|
|
|