|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 11-06-2018 الساعة : 05:23 AM
سَيِّد الْخَلْق : البشير النذير ، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم
مِن آياته ومُعجِزاته (26)
قال ابن كثير :
القول فيما أُعْطِي إدريس عليه السلام من الرفعة التي نَوّه الله بِذِكرها فقال : (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) :
قال : والقَول فيه أن نَبِيّنا محمدا صلى الله عليه وسلم أُعْطِي أفضل وأكمل مِن ذلك ؛ لأن الله تعالى رَفَع ذِكْرَه في الدنيا والآخرة فقال : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) . فليس خَطيب ولا شَفيع ولا صاحِب صلاة إلاّ يُنادِي بها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله . فَقَرَن الله اسمه بِاسْمِه في مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك مفتاحا للصلاة المفروضة .
وتقدّم الكلام عن رَفْع الله لِنَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ذِكْره .
🔸 فأما التّنْوِيه بِذِكْرِه في الأمم الخالية ، والقرون السالفة ... فـ بَشّرت به الأحبَار والرّهبان والكُهّان .
ولَمّا كانت ليلة الإسراء رُفِع مِن سَمَاء إلى سَمَاء حتى سَلّم على إدريس عليه السلام ، وهو في السماء الرابعة ، ثم جَاوَزه إلى الخامسة ، ثم إلى السادسة ، فَسَلّم على موسى بها ، ثم جَاوَزه إلى السابعة فَسَلّم على إبراهيم الخليل بها عند البيت الْمَعْمُور ، ثم جَاوَز ذلك المقام ، فَرُفِع لِمُسْتَوى يَسْمَع فيه صَرِيف الأقلام ، وجاء سِدرة المنْتَهى ، ورأى الجنة والنار ، وغير ذلك من الآيات الكبرى ، وصلّى بالأنبياء ، وشَيّعَه مِن كُلّ سَمَاء مُقَرّبُوها ... فهذا هو الشَّرَف ، وهذه هي الرِّفْعَة ، وهذا هو التكريم والتّنْوِيه والإشهار والتقديم والعُلوّ والعَظَمة ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين .
🔸 وأما رَفْع ذِكْره في الآخرين ؛ فإن دِينه بَاقٍ ناسِخ لكلّ دِين ، ولا يُنْسَخ هو أبَد الآبِدين ، ودَهْر الدَّاهِرين إلى يوم الدّين ، ولا تزال طائفة مِن أمّته ظاهرين على الحق ، لا يَضرّهم مَن خَذَلهم ولا مَن خَالَفهم حتى تقوم الساعة .
|
|
|
|
|