عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 721  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-06-2018 الساعة : 12:34 PM

سَيِّد الْخَلْق : البشير النذير ، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم

مِن آياته ومُعجِزاته (24)

القول فيما أُوتِي إبراهيم الخليل عليه السلام :

✳️ قال ابن كثير : قال شيخنا العلامة أبو المعالي بن الزّمْلَكاني رحمه الله وبَلّ بالرحمة ثَرَاه : وأمّا خُمود النار لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فقد خَمَدَت لِنَبِيّنا صلى الله عليه وسلم نار فارِس - ولم تَخَمد قبل ذلك بألف عام - لِمَوْلِده صلى الله عليه وسلم وبينه وبين بِعثته أربعون سنة ، وخَمَدت نار إبراهيم لِمُبَاشَرَته لها ، وخَمَدت نار فارس لِنَبِيّنَا صلى الله عليه وسلم وبينه وبينها مَسَافة أشهر .

🔅 ثم قال شيخنا : مع أنه قد أُلْقِي بعض هذه الأمّة في النار ، فلم تُؤثّر فيه بِبَركة نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم ، منهم : أبو مسلم الخولاني . قال : تَنَبّأ الأسود بن قيس العَنْسيّ باليَمَن ، فأرسل إلى أبي مسلم الخولاني فقال له : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع . فأعاد عليه ، فقال : ما أسمع ! فأمَر بِنَارٍ عظيمة فأُجّجِت ، وطُرِح فيها أبو مسلم فلم تَضُرّه . فقيل له : لئن تركتَ هذا في بلادك أفسَدها عليك . فأمَرَه بالرّحيل ، فقدِم المدينة وقد قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستُخلِف أبو بكر ، فقام إلى سارية مِن سواري المسجد يُصَلّي ، فبَصُر به عُمر فقال : مِن أين الرَّجل ؟ قال : مِن اليَمَن . قال : ما فعل عدو الله بِصَاحِبنا الذي حَرَقه بالنار ، فلم تَضرّه ؟ قال : ذاك عبد الله بن ثُوَب . قال : نَشَدْتُك بالله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم . قال : فاعتَنَقه ثم بَكَى ، ثم ذهب به حتى أجْلَسَه بينه وبين أبي بكر الصديق ، وقال : الحمد لله الذي لم يُمْتِني حتى أرَاني في أُمّة محمد صلى الله عليه وسلم مَن فُعِل به كما فُعِل بإبراهيم خَليل الرحمن عليه السلام .

🔹 ورَوى الحافظ ابن عساكر أيضا مِن غير وَجه عن إبراهيم بن دُحيم : حدثنا هشام بن عمّار حدثنا الوليد أخبرني سعيد بن بشير عن أبي بِشر جعفر بن أبي وَحشيّة أن رَجُلا مِن خولان أسْلَم ، فأراده قومه على الكُفر ، فألْقَوه في نار فلم يَحْتَرِق مِنه إلاّ أُنْمُلة لم يكن فيما مَضى يُصِيبها الوضوء ، فقَدِم على أبي بكر فقال : استَغْفِر لي قال : أنت أحق . قال أبو بكر : إنك أُلْقِيَت في النار فلم تَحْتَرِق . فاستَغْفَرَ له ، ثم خرج إلى الشام ، فكانوا يُشَبّهونَه بِإبراهيم عليه السلام .

🔹 وهذا الرَّجُل هو أبو مُسلم الخولاني ، وهذه الرواية بهذه الزيادة تحقق أنه إنما نَالَ ذلك بِبَركة مُتَابَعته الشريعة الْمُحَمّدِيّة الْمُطَهَّرَة الْمُقَدَّسَة ، كما جاء في حديث الشفاعة : " وحَرَّم الله على النار أن تأكُل مَوَاضِع السّجُود " . وقد نَزَل أبو مسلم بِدَارِيّا ِمِن غربي دمشق ، وكان لا يَسبقه أحدٌ إلى المسجد الجامع بِدمشق وقت الصبح ، وكان يُغازِي في بلاد الرّوم ، وله أحوال وكَرَامات كثيرة جدا .

🔘 وأما الحافظ أبو نعيم فإنه قال : فإن قيل : فإن إبراهيم خُصّ بِالْخُلّة مع النبوّة . قيل : فقد اتّخذ الله محمدا خَليلا وحَبِيبًا ، والحبيب ألْطَف مِن الخليل . ثم ساق من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت مُتّخِذًا خَلِيلا لاتّخَذْتُ أبا بكر خليلا، ولكن صَاحِبكم خَليل الله .

🔘 ثم قال أبو نعيم : فإن قيل : إن إبراهيم عليه السلام حُجِب عن نَمْرُود بِحُجُب ثلاثة . قيل : فقد كان كذلك ، وحُجِب محمد صلى الله عليه وسلم عمّن أرادُوا قَتْله بِخَمْسَة حُجُب ، قال الله تعالى في أمْرِه : (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) ، فهذه ثلاث ، ثم قال : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) ، ثم قال : (فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) . فهذه خَمْسَة حُجُب .

🔸 وذكر ابن حامد في مقابَلَة حُسن يوسف عليه السلام ، ما ذُكِر مِن جَمَال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَهَابَته وحَلاوَته شَكْلا ونُطْقا وهَدْيا ودَلاًّ وسَمْتًا .

(البداية والنهاية)

رد مع اقتباس