عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي هل يجوز استخدام مصطلح المرقد والمشهد ، تعبيرا عن القبر ؟
قديم بتاريخ : 14-11-2014 الساعة : 12:27 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
أريد أن أسأل عن عبارتين صارت تطلق عند أهل السنة
المرقد والمشهد
هل يجوز استخدامهما أو هذا من مصطلحات الرافضة ؟؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

لم أر عبارتي (المرقد والمشهد) عند أهل السنة ، وليست من المصطلحات الشرعية ، وإنما تشتهر عند الرافضة .
وإطلاق كلا العبارَتين على القبر خطأ .
فأما " الْمَشْهَد " ؛ فلأن الرافضة يَغلُون في الموتى ، ويتّخذون القبور مشاهِد ومَزارات ، وسُمّي كذلك لأن الْمُشْرِكين ضعفاء العقول يَشهدون القبر للدعاء والتبرّك وغير ذلك ، وهذا شِرْك بالله ، حذّر منه بعض عقلاؤهم !

قال في " القاموس " : والمَشْهَدُ والمَشْهَدَةُ والمَشْهُدَةُ : مَحْضَرُ الناسِ . اهـ .

وأما الْمَرْقَد ؛ فهو المكان الذي يرقُد فيه الإنسان ، أي : ينام فيه ، وإطلاقه على القبر يُمكن أن يُحمَل على طول المكث فيه ، وعلى المضجِع .
وفي " الصِّحَاح " : الرُقادُ: النَوْمُ . وقد رَقَدَ يَرْقُدُ رَقْدا ورُقودا ورُقادا . وقوم رُقودٌ : أي رُقَّدٌ . والرَقْدَةُ : النَوْمَةُ . والمَرْقَدُ ، بالفتح : المَضْجَعُ . وأَرْقَدَهُ : أنامه . وأَرْقَدَ بالمكان: أقام به . اهـ .

ويبقى استعمال المصطلح الشرعي هو المتعيَّن ، خاصة إذا فَشَا استعمال اللفظ الآخر عند أهل البدع .
ومن هذا الباب : نَهْي الله عزَّ وجَلّ عن مشابهة اليهود في اللفظ ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا) .

وكان السلف يَنهون عن التشبّه بأهل البِدَع ، لأن المشابَهة في الظاهر – ولو في الألفاظ – تُورِث المشابَهة في الباطن .

قال ابن عبد البر : وفي حديث أبي شهاب الحناط عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمر بن الخطاب كشف عن رأسه فإذا له شعر ، فقال : لو وَجَدته مَحلوقا لعاقبتك أشدّ العقوبة !
قال أبو عمر ابن عبد البر : إنما قال ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج : "سِيمَاهم التحليق" .
وقد عَرَض للأحنف بن قيس مثل ذلك في كشف رأسه مع عمر بن الخطاب ، لأنه أعجبه ما سمعه منه من البلاغة والحكمة ، فخشي أن يكون من الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام : " أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " ، فَكَشَف عن رأس الأحنف فوجده ذا شعر ، وأثنى عليه قومه ، فَسُرّ بذلك عمر رضي الله عنه .
قال أبو عمر ابن عبد البر : وكان الأحنف صاحب سنة وعقل ورأي ودهاء . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتّفق السلف على نَفيها أو إثباتها ؛ فهذه ليس على أحدٍ أن يُوافق مَن نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مُراده ، فإن أراد بها معنى يُوافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أقرّ به ، وإن أراد بها معنى يُخالِف خبر الرسول أنكره .
ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه أو إجمال عَبَّر بِغيرها أوْ بَيَّن مُراده بها ، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي ؛ فإن كثيرا مِن نزاع الناس سببه ألفاظ مُجملة مبتدعة ومَعان مُشْتَبِهة .

وقال رحمه الله : طريقة السلف والأئمة أنهم يُراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ، ويُراعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيُعبِّرون بها ما وَجدوا إلى ذلك سبيلاً ، ومَن تكلَّم بما فيه معنى باطل يُخالف الكتاب والسنة ردّوا عليه ، ومَن تكلم بلفظ مُبْتَدَع يَحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة ، وردّ باطلاً بباطل .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس