عرض مشاركة واحدة

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي حديث : لا آكل متكئا : هل النهي للكراهة ، وهل يُنكر على من يأكل متكئا ؟
قديم بتاريخ : 23-02-2021 الساعة : 10:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم :

- في حديث أبي جُحَيْفَةَ وهبِ بنِ عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « لا آكُلُ مُتَّكِئاً » رواه البخاري.

السؤال / هل الأكل متكئاً مكروه أم منهي عنه ؟وهل يستنكر على من يأكل متكئاً ؟ وهل يلحق به الشرب في هذا الحديث , أي الشرب متكئاً مثل : شرب الماء والقهوة والشاي ؟ نريد بيان ذلك وجزاكم الله خيراً


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .

الأكل مُتّكِئا مَكروه ، وإذا وُجِدت الحاجة زالت الكراهية .
ولا يُلحَق به الشُّرب ، لأنه ليس في معنى الأكل .

والاتِّكاء في الأكل يكون على صُوَر ، منها :

1 - الاتِّكاء على راحة اليد ، وأشد ما يَكون أن تكون اليد خَلْف الظهر ، وهذا هو اتِّكاء اليهود .
روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث الشريد بن سويد قال : مَـرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟

2 - الاتّكاء على ما أُعِدّ للاتِّكاء .

3 - التربّع ، وهو أن يَقعد مُتربِّعاً .

قال ابن القيم : والاتكاء على ثلاثة أنواع :

أحدها الاتكاء على الْجَنْب .

والثاني : التربّع .

والثالث : الاتكاء على إحدى يديه ، وأكْلِه بالأخرى ؛ والثلاث مذمومة . اهـ .

وقال ابن حجر : واختلف في صِفة الاتِّكاء :
فقيل : أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان .
وقيل : أن يَمِيل على أحَد شِقّيه .
وقيل : أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض .

قال الخطابي : تحسب العامة أن المتكئ هو الأكل على أحد شِقّيه ، وليس كذلك ، بل هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته . قال : ومعنى الحديث : إني لا أقْعُد مُتَّكِئا على الوِطَاء عند الأكل فِعْل من يَسْتَكْثِر من الطعام ، فإني لا آكل إلا البُلْغَة من الزاد ، فلذلك أقْعُد مُسْتَوفِزًا .

وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم أكل تمرا وهو مُقْعٍ . وفي رواية : وهو مُحْتَفِز . والمراد الجلوس على وَرْكَيه غير متمكن . اهـ .

فمن أكل مُتَّكِئا على سبيل التكبّر أُنْكِر عليه ، ومن اتّكأ لِحاجة فلا يُنكَر عليه .

ويَظنّ بعض الناس أن كل اتِّكاء مذموم ومَنْهيّ عنه ، وليس كذلك ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتّكئ .

وفي الحديث : وكان مُتَّكِئا فَجَلس . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى .

قال الخطابي : وفيه جواز الاتكاء في المسجد ، والاضطجاع ، وأنواع الاستراحة . اهـ .

وهنا :
كيف يجلس رسول الله عند الأكل والشُرب ؟

https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C3%E4%E6%C7%DA

والله تعالى أعلم .

وللفائدة : المكروه : هو ما نَهى عنه الشّارع نهيا غير جازم .

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس