عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشاد العِبارات والألفاظ
افتراضي ما رأيك بهذا القول : يا ليتني مولود أيام hلجاهلية ، لا عمل ولا هَمّ ؟
قديم بتاريخ : 12-11-2016 الساعة : 08:06 AM

ما رأيك بهذا القول ؟
يا ليتني مولود أيام ألجاهلية
لا دوام ، ولا خرابيط
ماغير فرفره بالحصان و مقابلة الحب عند الغدير
ومستلمها قصايد وإذا طفشنا نروح عند عرب فلان ونمردغهم وناخذ حلالهم

الجواب :

لا يجوز مثل هذا القول ، ولو كان على سبيل المزاح ؛ لِعِدّة اعتبارات :
الأول : أن قائل ذلك القول يتمنّى أنه كان مِن أهل الجاهلية ؛ فكأنه يتمنّى أن يكون من أهل النار ، أو يتمنّى أن يكون عابد وثن .

الثاني : أنه يُحِبّ أن يكون عاطِلا ، لا في عمل دُنيا ولا في عمل آخرة ، بل في أعمال دنيئة خسيسة ساقطة !
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني لأرى الرجل فيُعجبني ، فإذا سألت عنه فقيل لا حِرفة له ، سقط من عيني .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة .
وكان شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يكره أن يُقال : " عُطلَة ، وعاطِل " ، وذلك لأن العاطِل هو مَن ليس في عمل دُنيا ولا في عمل آخرة .

الثالث : أننا أُمِرنا أن نُحسِن أمنياتنا ، وأن ننظر فيما نتمنّى .
وقد جاء الحثّ على إحسان الظنّ والفأل الحسن حتى فيما يتمنّاه المسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تَمَنّى أحدكم فليَستَكثِر ، فإنما يسأل رَبه عزّ وجل .
قال الشيخ الألباني : أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب مِن المسنَد " ... وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
وفي الحديث الآخر : إذا سأل أحدكم فليُكثر ، فإنه يَسأل رَبَّه . رواه ابن حبان ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

الرابع : أن الصحابة رضي الله عنهم نَهَوا عن تَمَنّي إدراك زَمن النبوّة ؛ لأن الإنسان لا يَدري ماذا سيكون لو أدرك ذلك الزمان .
قال رجل عند المقداد بن الأسود رضي الله عنه :
طُوْبَى لِهَاتَيْنِ العَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ .
فأَقْبَلَ عَلَيْهِ المقداد ، فَقَال :
مَا يَحْمِلُ أَحَدَكُم عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَراً غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ ؟ لاَ يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُوْنُ فِيْهِ ، وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِم فِي جَهَنَّمَ ، لَمْ يُجِيْبُوْهُ ، وَلَمْ يُصَدِّقُوْهُ .
أَوَلاَ تَحْمَدُوْنَ اللهَ ، لاَ تَعْرِفُوْنَ إِلاَّ رَبَّكُم ، مُصَدِّقِيْنَ بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُم ، وَقَدْ كُفِيْتُم البَلاَءَ بِغَيْرِكُم ؟
وَاللهِ لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ ، مَا يَرَوْنَ دِيْناً أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرَى وَالِدَهُ ، أَوْ وَلَدَهُ ، أَوْ أَخَاهُ كَافِرا ، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قفْل قَلْبِهِ لِلإِيْمَانِ ، لِيَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ ، فَلاَ تَقَرُّ عَيْنُهُ ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَمِيْمَهُ فِي النَّارِ ، وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى : (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) .

وسبق الجواب عن :
كيف الردّ على مَن يقول : إن أهل الكتاب أهل فَترة وليسوا كفارا ، ولن يعاقبهم الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8873

ومقال بعنوان :
إني لأكره أن أرى الرجل فارغا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7557

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس