|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 08-08-2020 الساعة : 07:00 AM
لِماذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الْجُبْن والبُخل معًا ؟
💎 في أدعيته صلى الله عليه وسلم : اللّهمّ إنّي أعُوذ بِك مِن البُخْل وَالْجُبْن . كما في الصحيحين .
⭕️ وفي الْجُبْن والبُخْل دَلالة على ضَعْف القَلب وضَعْف الإيمان ؛ لأن الْجُبْن نَتيجة الْخَوْف والْخَوَر ، والبُخْل نتيجة عدم الثقة بِمَوعُود الله وما عِنده ، فَهُمَا مُتلازِمان !
🔶 قال ابن عَبّاس رضي الله عنهما : الْجُبْن والْبُخْل والْحِرْص غَرَائِزُ سُوء يَجْمَعُهَا كُلُّها سُوءُ الظَّنّ بِاَللَّه عَزّ وَجَلّ .
(الآداب الشرعية ، لابن مُفلِح)
ولذلك قيل : الْجَبَان يَمُوت ألْف مَرّة ، والشّجَاع يَمُوت مَرّة .
قال الْمُتَنبّي :
إذا لم يكن مِن الْمَوت بُدٌّ ... فمِن العَجْز أن تَكون جَبَانا
وبين الشجاعة والكَرَم تلازُم
📚 قال ابن القيم في ذِكْر أسبابِ انشِرَاح الصّدْر :
🔹 ومنها : الإحسَان إلى الْخَلْق ونَفعُهم بِما يُمْكِنه مِن الْمَال والْجَاه ، والنّفعُ بِالبَدن وأنواعِ الإحسان ؛ فإن الكَريمَ الْمُحْسِنَ أشْرَحُ الناس صَدْرا ، وأطيبُهم نَفْسا ، وأنعمُهم قَلْبًا .
والبَخِيل الذي ليس فيه إحسَان أضيَقُ الناس صَدْرا ، وأنكدُهم عَيْشا ، وأعظمُهم هَمّا وغَمّا ...
🔹 ومنها : الشّجَاعة ، فإن الشّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصّدْر ، واسِعُ البِطَان ، مُتّسِعُ القَلْب .
والْجَبَان أضيقُ الناس صَدْرا ، وأحْصَرُهم قَلْبا ، لا فَرحة له ولا سُرُور ، ولا لذة له ولا نَعيم إلاّ مِن جِنْس ما للحَيَوان البَهِيمِيّ ، وأمّا سُرُور الرّوح ولَذّتُها ونَعِيمُها وابْتِهَاجُها ؛ فَمُحَرّم على كُلّ جَبَان ، كمَا هو مُحَرّم على كُلّ بَخِيل ، وعلى كُلّ مُعْرِضٍ عن الله سبحانه ، غَافِلٍ عن ذِكْرِه ، جَاهِلٍ بِه وبِأسْمَائه تعالى وصِفَاتِه ودِينِه ، مُتَعَلّقِ القَلْب بِغَيرِه .
وإن هذا النَعيمَ والسّرُورَ يَصيرُ في القَبْرِ رِيَاضًا وجَنّة ، وذلك الضّيقُ والْحَصْر يَنْقَلِبُ في القَبْر عَذَابا وسِجْنًا .
فَحَالُ العَبد في القَبْر كَحَالِ القَلْب في الصَدْر : نَعِيمًا وعَذَابًا ، وسِجْنًا وانْطِلاقا .
(زاد المعاد)
🔻 والْجُبْن والبُخْل مِن أسْوَأ أخلاقِ الرّجَال
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِع ، وَجُبْنٌ خَالِع . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
🔹 قال ابن الأثير :
" شُحٌّ هَالِعٌ " الْهَلَعُ : أشَدُّ الجَزَع والضَّجَر .
" وجُبْنٌ خَالِع " أي : شَدِيد ، كَأنّه يَخْلَعُ فُؤَادَه مِن شِدّة خَوْفه .. وَالْمُرَاد بِه مَا يَعْرِضُ مِن نوازِع الأَفْكَار وضَعْفِ الْقَلْب عِنْد الْخَوف .
(النهاية في غريب الحديث)
🗡 والشحّ أشدّ البُخْل حَمّال على القَتْل وسَفْكِ الدّم
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الشُّحّ ، فإنّ الشُّحّ أهْلَك مَن كَان قَبْلَكُم ؛ حَمَلَهُم عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُم ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُم . رواه مسلم .
🔴 قال ابن القيم : وَأما الشُّح ، فَهُو خُلُق ذَمِيم يتَوَلَّد مِن سُوء الظّن وَضعْف النَّفْس ، ويُمِدّه وَعْد الشّيطان حتى يَصير هَلَعًا ، والْهَلَع شدّة الْحِرْص على الشَّيء والشّرَه بِه ، فَتَوَلّد عَنه الْمَنْع لِبَذْلِه ، والْجَزَع لِفَقْدِه .
(الفوائد)
اللهم قِنَا شُحّ وشرّ أنفسنا .
|
|
|
|
|