|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 06-08-2020 الساعة : 06:54 AM
لِماذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن الفَقْر ؟
💎 في دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم إني أعوذ بك مِن الفَقر والقِلّة والذِّلّة ، وأعوذ بك أن أظْلِم أو أُظْلَم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ولأن الفقير يعيش مِسكِينا ، وقد يَمُوت مَدِينًا
ولذا دعا سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه بِالفَقر على مَن ظَلَمه !
🔶 قال سعد رضي الله عنه لِمَن ظَلَمه : أما والله لأدعونّ بثلاث : اللهم إن كان عبدُك هذا كَاذِبا ، قام رِياء وسُمْعَة ، فأطِل عُمرَه ، وأطِل فَقرَه ، وعَرّضه بِالفِتَن . رواه البخاري ومسلم .
🖋 قال القسطلاّني : وإنما ساغَ لِسَعد أن يَدعُو على أخِيه المسلم بِهذه الدّعوات ؛ لأنه ظَلَمه بِالافتِراء عليه .
(إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)
📌 والفقر فَقْرَان :
▪️ الأول : فَقْر ظاهِر قابِل للزّوال
وكان رَجل يجلِس في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ليس عليه إلاّ (إزار) يَستُر عَوْرَته ، كما في الصحيحين في قصة التي وَهَبَتْ نفسَها للنبي صلى الله عليه وسلم .
وفي وَقْتٍ مِن الأوقات قال النبي صلى الله عليه وسلم عن معاوية رضي الله عنه : صُعْلُوك لا مَال له . رواه مسلم .
ثم ما لَبِثَ معاوية رضي الله عنه أن أصبَح خَليفة للمسلمين !
▪️ والثاني : فَقْر باطِن كامِن في النّفس ، يَصعُب زَوَاله ، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الغِنَى عن كَثْرَة العَرَض ، ولكن الغِنَى غِنَى النّفْس . رواه البخاري ومسلم .
🔶 قال النووي : العَرَض هُنا : هو مَتَاع الدنيا ، ومعنى الحديث : الغِنَى الْمَحْمُود غِنَى النّفْس وشِبَعُها وقِلّةُ حِرْصِها ، لا كَثْرة الْمَال مع الْحِرْص على الزيادة ؛ لأن مَن كان طَالِبًا للزيادة لَم يَسْتَغْنِ بِمَا معه فليس له غَنَى .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج : شرح صحيح مسلم)
🔵 قال ابن عبد البر : قال أبو حازِم : إذا كان ما يَكفِيك لا يُغْنِيك ؛ فليس في الدنيا شيء يُغْنِيك .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَستعيذ بِالله مِن فَقْر مُسْرِف ، وغِنًى مُطْغٍ .
وفي هذا دَليل بَيّن أن الغِنى والفَقْر طَرَفَان وغَايتَان مَذْمُومَتَان .
(الاستذكار)
🔸 قال الْمَاوَرْدِي : ما أحوَج مِن الفقر مَكرُوه ، وما أبطَر مِن الغِنى مَذمُوم .
(أدب الدنيا والدّين)
🔻 وأشدّ مِن فَقْر النّفْس : فَقْر الأخلاق والمبادئ
💰 قال الفضيل بن عياض : إنّما الفَقر والغِنى بعد العَرْض على الله عز وجل .
ما شِقْوةُ الْمَرء بِالإقتار مَقْتَرَةً ... ولا سَعادَته يوما بِإيسَارِ
إن الشّقِيّ الذي في النار مَنْزِلُه ... والفَوزَ فَوزُ الذي يَنجُو مِن النار
(الآداب الشرعية ، لابن مُفلِح)
|
|
|
|
|