|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابو معاد
المنتدى :
إرشــاد الـصــوم
بتاريخ : 15-06-2016 الساعة : 08:54 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وتقبّل الله منا ومنكم .
يجتهد الإنسان في العشر الأواخر أكثر مِن اجتهاده في غيرها ، فقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ، أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدّ وشدّ المئزر . كما في الصحيحين .
ومِن ذلك : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في رمضان رجاء إدراك ليلة القدر ، ومِن أجل التفرّغ للعبادة والانقطاع لها .
ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عَشر الأول مِن رمضان واعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : إن الذي تَطلب أمامك ! فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : إن الذي تَطلب أمامك ! فقام النبي صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا صبيحة عشرين مِن رمضان فقال : مَن كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع ، فإني أريت ليلة القَدر ، وإني نسيتها ، وإنها في العشر الأواخر في وِتْر ، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء ، وكان سقف المسجد جريد النخل ، وما نَرَى في السماء شيئا ، فجاءت قَزَعَة فأمطرنا ، فَصَلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته ، تصديق رؤياه . رواه البخاري ومسلم .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس ، وكان بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعطاؤه يزداد في شهر رمضان .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس . رواه البخاري ومسلم .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يَلقاه جبريل ، وكان يَلقاه في كل ليلة مِن رمضان فيُدارِسه القرآن ؛ فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير مِن الرِّيح الْمُرْسَلَة . رواه البخاري ومسلم .
وكان السف يَجتهدون في رمضان ما لا يَجتهدون في غيره .
بل يجتهدون مع كِبَر السن .
روى ابن أبي شيبة مِن طريق الوليد بن علي عن أبيه قال : كان سويد بن غَفَلة يَؤمّنا فيقوم بنا في شهر رمضان ، وهو ابن عشرين ومائة سنة !
وأن يُكثِر المسلم في رمضان مِن الصلاة ، وقراءة القرآن ، والصدقة ، والدعاء ، وسائر أعمال البِرّ ، وصفاء القلب ونقاء السريرة .
قال بعض السلف : أفضل الأعمال : سلامة الصدور ، وسخاوة النفوس ، والنصيحة للأمة . وبهذه الخصال بَلَغ مَن بَلَغ ، لا بِكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة .
وأن يَستغلّ عُمره ، ويَملأ وقته بِما يَسرّه غدا أن يراه في صحيفته .
فقد كان هذا دأب السَّلف في سائر أيامهم ، فكيف إذا اجتهدوا ؟!
قال عبدُ الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموتُ غدا ، ما قَدر أن يزيد في العمل شيئا .
وقال عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، ولكن ما رأيت أشدّ مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد بن سلمة .
وقال أبو عوانة : لو قيل لمنصور بن زاذان : إنك تموت غدا ، ما كان عنده مَزِيد .
وقال ابن عيينة كان بالكوفة ثلاثة لو قيل لأحدهم : إنك تموت غدا ، ما كان يقدر أن يزيد في عمله : محمد بن سوقة ، وعمرو بن قيس الملائي ، وأبو حَيان التيمي .
وسبق الجواب عن :
ما هي نصيحتك ليوم مثالي ومليء بالطاعات في رمضان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20584
ما نصيحتك للمسلمة لاغتنام شهر رمضان ؟
https://almeshkat.net/fatwa/1729
أريد كلمة ونصيحة للمُفَرِّطِين في رمضان
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20585
ما هي علامات بغض الله للعبد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14208
إني لأكره أن أرى الرجل فارغا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7557
كيف تُدرك ليلة القدر في البلدان التي تصوم قبلنا أو بعدنا بيوم ؛ مع اختلاف ليالي الوتر ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13402
شرح الحديث الـ 210 في تنقّل ليلة القدر بين ليالي العشر الأواخر من رمضان
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6674
شرح الحديث الـ 211 في الاعتكاف في العشر الأواخر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6676
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|