[نسمات الفجر]

هل للساحر توبة إذا أراد أن يتوب ؟
وكذلك المنافق ؟ وكيف نعرف أنه صادق في توبته ؟

الجواب :

أما توبة الساحر فاختُلف فيها ، وجمهور أهل العلم على أنها لا تُقبل .
والذي يظهر – والعِلم عند الله – أنه إذا تاب قبل أن يُقدر عليه فإنها تُقبل توبته فيما بينه وبين الله ، ويبقى النظر في أذيته للخلق ؛ لأنه في هذه الحالة كالمفسد في الأرض وكالمحارب ، وقد قال الله عز وجل في شأنهم : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
وإذا قُبض عليه يُمارس السحر لا يُستتاب ولا تُقبل منه التوبة .
قال بجالة بن عَبدة : أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة . قال فقتلنا ثلاث سواحر . رواه أحمد وغيره .
وقتلت حفصة رضي الله عنها جارية لها سحرتـها .
وقتل جندب الخير رضي الله عنه ساحراً كان يدعي أنه يحيي الموتى ، فقال بعد أن قتله : ليحيي نفسه إن كان صادقا !

وأما المنافق فتُقبل بنصّ كتاب الله عز وجل .
قال الله عز وجل : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )

والله تعالى أعلى وأعلم

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم