|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 14-10-2019 الساعة : 06:55 AM
الحاسِد مُعتَرِض على قِسْمة الله
قال الله تبارك وتعالى : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ)
قال الْمَاوَردِيّ : اعلم أن الحسَد خُلُق ذَميم مع إضراره بالبَدَن وفَسَاده للدّين ، حتى لقد أمَر الله بالاستعاذة مِن شَرّه ، فقال تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) ، ونَاهِيك بِحَال ذلك شَرّا .
قال بعض السَّلَف : الحسد أوّل ذَنْب عُصِي الله به في السماء - يعني : حسَد إبليس لآدم عليه السلام - وأوّل ذَنْب عُصِي الله به في الأرض - يعني : حسد ابن آدم لأخيه حتى قَتَلَه - .
وقال بعض الحكماء : مَن رَضِي بِقضاء الله تعالى لم يُسْخطه أحد ، ومَن قَنع بِعطائه لم يَدخُله حَسَد .
وقال بعض البُلغاء : الناس حاسِد ومحسود ، ولكل نِعمة حَسود .
وقال بعض الأدباء : ما رأيت ظالِمًا أشْبَه بِمَظْلُوم مِن الْحَسُود : نَفَس دائم ، وهَمّ لازِم ، وقَلْب هائم !
ولو لم يكن مِن ذمّ الحسَد إلاّ أنه خُلُق دنيء يتوجّه نحو الأكْفَاء والأقارب ، ويَخْتصّ بالْمُخَالِط والْمُصَاحِب ؛ لَكَانت النّزَاهَة عنه كَرَما ، والسلامة مِنه مَغْنَمًا . فكيف وهو بِالنّفْس مُضِرّ ، وعلى الْهَم مُصِرّ ، حتى ربما أفضى بِصاحِبه إلى التّلَف مِن غير نكاية في عَدوّ ولا إضرار بِمَحْسُود .
وقد قال معاوية رضي الله عنه : ليس في خِصال الشّرّ أعدَل مِن الحسَد ، يَقْتل الحاسِد قبل أن يَصِل إلى المحسُود .
وقال بعض الحكماء : يَكْفيك مِن الحاسِد أنه يَغْتَمّ في وَقْت سُرُورك !
(أدَب الدنيا والدِّين)
قال أبو الحسن التّهامي :
إني لأرْحَم حاسِديّ لِحَرّما *** ضَمِنت صُدُورهم مِن الأوغار
نَظَروا صَنيع الله بي فَعُيونهم *** في جَنّة ، وقُلوبهم في نار
لا ذَنْب لي قد رُمْت كَتْم فضائلي*** فكأنما بَرْقَعتُ وَجه نهار
وسَتَرْتها بِتَوَاضُعي فتَطَلّعت *** أعنَاقها تَعلُو على الأستار
|
|
|
|
|