بـسم اللــه الرحمـن الرحيـم
السـلام عليكـم ورحمـة اللـه وبـركـاتـه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »اطيب الطيب المسك«
فضـيـلة الشيـخ عبـد الرحمـن السحيـم / حفظـك اللـه ورعـاك
سـؤال حيرنـي عـن مسـك الطهـارة اللـذي أوصـى بـه روسـولـنـا
الكـريـم صلـى اللـه عليـه وسلـم
كما ذكرمسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: ان اسماء سألت النبي صلى الله
عليه وسلم عن غسل المحيض? فقال تأخذ احداكن ماءها وسدرتها فتطهر فتحسن
التطهر ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتي تبلغ شؤون رأسها بها ثم تصب
عليها الماء ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها فقالت اسماء; كيف اتطهر بها ? فقال:
سبحان الله تطهرين بها فقالت عائشة (كأنها تخفي ذلك) تتبعين اثر الدم ومعنى قوله
صلى الله عليه وسلم »فرصة ممسكة« الفرصة هي القطعة.
المسك)
فمنـهم مـن قـال أن مسـك الطهـارة الأصلـي هـو المسـك الأسـود وهـذا مشهـور
ومنـهم من قـال المسـك الأصلـي هـو مسـك الغـزال الحجـري!
فأيـهمـا الأصلـي الـوارد عـن النبي صلـى اللـه عليـه وسلـم؟؟؟!
ولكـم جـزيـل الشكــر،،
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله ورَعَاك .
سواء كان هذا أو ذاك ، فالمقصود إذهاب الرائحة الكريهة وأثرها .
قالَ الإمام أحمد في رواية حنبل : يُسْتَحب للمرأة إذا هي خَرَجَت مِن حيضها أن تمسك معَ القِطنة شيئا مِن المِسك ، ليقطع عنها رائحة الدم وزفرته ، تتبع بهِ مجاري الدم .
وقال الخطابي : الفِرصة القطعة مِن القطن أو الصوف ، تفرص ، أي : تقطع ، وقد طُيِّبت بِالْمِسْك أو بغيره مِن الطيب ، فَتَتَّبِع بها المرأة أثَر الدم ليقطع عنها رائحة الأذى . اهـ .
وقال النووي : المراد تطيب المحل وإزالة الرائحة الكريهة ، وذلك مُستحب لكل مُغْتَسِلة مِن الحيض أو النفاس ، سواء ذات الزوج وغيرها ، وتَستَعْمِله بعد الغُسل ، فإن لم تَجِد مِسْكًا فَتَسْتَعْمِل أيّ طِيب وَجَدَتْ . اهـ .
وقال ابن رجب : وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " خُذي فِرصة مُمَسَّكة فتطهري بها " ، وفي رواية : " توضئي بها " يدل على أن المراد بهِ التنظيف والتطييب والتطهير ، وكذلك سماه : تطهيرا ، وتوضؤا ، والمراد : الوضوء اللغوي ، الذي هوَ النظافة . اهـ .
ولَم أرَ مَن نصّ على نوع مُعيّن مِن المسك ؛ لأن المقصود طِيب الرائحة ، وإزالة الرائحة الكريهة.
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم